العدد 5030
السبت 23 يوليو 2022
banner
ساعات الدوام والإنجاز
السبت 23 يوليو 2022

ربما تعلمنا من جائحة كورونا أن العمل ليس رهيناً بوقت معين - مع التأكيد على أهميته بالطبع - وأن بعض الأعمال لا تحتاج إلى حضور، بل إلى إنجاز، وبالتالي عندما يمكن للموظف أن يتمم عمله في الوقت المحدد وبالجودة المطلوبة، وهو في أي مكان في العالم، فما فائدة إلزامه بساعات معينة من الدوام؟! 
نستثني من السؤال طبعاً بعض الوظائف التي يفترض أن يكون لها حضور شخصي، مع أن حتى بعض هذه الوظائف يمكن أن يستغنى عن حضور الموظف فيها؛ فيمكن مثلاً للطبيب أن يشخص بعض الحالات من خلال وسائل الاتصال الحديثة، كما يمكن أن تتوقع بعض ما سيكون عليه العالم على المدى المنظور؛ فرحلات الطيران الجوية مثلاً سواء السياحية منها أو التجارية ستتوجه إلى الطيران الذاتي، دون الحاجة إلى طيارين، وهو الشكل المتوقع للعالم في المستقبل؛ بأن يغزو الحديد بآلاته كل الوظائف والأمكنة، توفيراً للوقت، وسرعة في الإنجاز، وتفادياً للأخطاء البشرية، وهو ما يقلق البعض بشأن إشكالية أخرى متعلقة بالوظائف المستجدة التي غالباً ما ستكون إشرافية أو تقنية؛ تستمر الحاجة إليها وتتفاقم مع تزايد الآلات الذكية التي تشكل الغزو الحديدي الذي ينتشر كالنار في الهشيم، مستبدلاً العنصر البشري بآلاته الصماء، ومقوضاً الحاجة إلى العنصر البشري، وبالتالي، فلا سبب مقنع لاستمرار الإيمان بساعات الدوام مع حتمية جودة الإنجاز خارج هذا الالتزام الشكلي، والمهم هو محاسبة الموظف على الإنجاز وجودة العمل، وليس مدى إتمامه الساعات التي يقضيها داخل أسوار العمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية