العدد 5026
الثلاثاء 19 يوليو 2022
banner
عذاري اليوم والأمس
الثلاثاء 19 يوليو 2022

لم تعد مملكة البحرين غنية بالعيون والينابيع العذبة كما كانت في الماضي، وقد روى لي جدي - رحمه الله - ذات مرة أن الينابيع كانت تتواجد بكثرة في المحرق، وهو يشير إلى أماكن محددة في المحرق الأصلية التي لا تعتبر جزءاً من دفان البحر.
ومن الطريف حقيقة أن يستغرب بعض أهل الخليج منا ارتياد برك السباحة كعادة سنوية صيفية، وهو ما اعتدناه في البحرين منذ قديم الزمن بارتياد العيون وبرك المياه الارتوازية التي كانت تملأ أراضينا بوفرة، وقد اشتهرت البحرين بالكثير من العيون والينابيع التي كانت ملاذاً من حر الصيف الشديد، ونشاطاً عائلياً محبباً لدى أهل البحرين، أما اليوم فتعد المياه الارتوازية شحيحة للغاية إلا ما ندر جداً وصمد في وجه التطور والزحف العمراني، ولربما كان أشدها غلظة نضوب عين عذاري الأم التي كان الماء يتفجر من قاعها بقوة حتى أضحت هادئةً ساكنة.
ونشهد اليوم تطوراً ملحوظاً في هذا النشاط الصيفي، إما في تدريبات السباحة للأطفال مثلاً، أو ارتياد العوائل برك السباحة المعقمة التي درج على تعقيمها بمادة الكلور، وذلك بنسبة معينة حتى تكون صالحة للسباحة، ومن الملاحظ أن هذه البرك التجارية تؤجر على فترتين، وهو ما يزيد أعداد مرتاديها في اليوم الواحد، وبناءً عليه، فإن أي خلل في نسبة تعقيم هذه البرك سيعود بالضرر على الناس من خلال نشر الأمراض لما قد تحتويه من بكتيريا وفيروسات، والسؤال، هل هناك رقابة صارمة ودورية لضمان بقاء تركيز معقم البرك في المستوى الآمن؟ وما مدى صحة تهاون بعض أصحاب هذه البرك في عملية التعقيم الضرورية؟
هذا فضلاً عن الخطورة الأخرى التي تعترض العائلات، وهي خطورة الغرق بسبب غفلة أو إهمال أو أي سبب آخر، فإن من الضرورة بمكان أن ينتبه أولياء الأمور إلى أبنائهم، وألا تكون برك اليوم عذاري الأمس التي اشتهرت بسلبها في كل سنة روحاً كان يعتقد في الماضي أنها قرابين لبقاء الآخرين!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية