+A
A-

رسالة من رئيس جمعية خيرية: أسر متعففة كثيرة لا تطلب المساعدة

استلمنا أخيراً رسالة من رئيس جمعية خيرية يقول فيها: لدينا في البحرين الكثير من أهل الخير المتطوعين لخدمة الناس في هذا البلد الطيب، وأنا أعمل بالقطاع الخيري منذ أكثر من ٣٠ سنة، ولدي الكثير من القصص التي يشيب لها الولدان.
وفي بعض الأحيان ندفع من جيوبنا لما نراه، من حالات لبعض الأسر المتعففة، والتي لا يقدر أربابها على دفع رسوم الجامعات، وعيالهم جالسون في البيت، بلا دراسة أو عمل، وبلا حول أو قوة.
ولقد شهدت مؤخراً، حاله مأساوية جدا أذكرها لك، حيث كُنت مع بعض إخواني في الجمعية نحمل أثاثاً مستخدما لتوصيله إلى بيت أسرة متعففة، فطرقنا الباب، ولم يجاوبنا أهل البيت.
فقمنا بطرق باب جيرانهم، فخرج لنا رجل فاضل، سألناه عن أهل البيت، فقال: صاحبة البيت أرملة، تذهب بالليل إلى بيت أهلها، وتعود في النهار.
فقلنا له: هل تسمح لنا بأن نترك هذا الأثاث في بيتك، وغدا حين ترجع الأرملة نأخذه منك لها، فقال: نعم. ثم فتح لنا كراج البيت، ووضعنا الأثاث به شاكرين.
وبعد أن فرغنا، وأردنا أن نغادر بيته، حلف علينا أن نشرب قهوه عنده، وفتح لنا المجلس، وهنا كانت الصدمة، فهذا الرجل عاطل ولا يعمل، ويعول أطفالاً.
كما أن لديه أربع بنات صغار، ورأيت أربعة “كراتين” كل منها مكتوب عليه اسم بنت من بناته، وهي عبارة عن دولاب للملابس، وكذلك البيت مفروش بسجاد قديم بالٍ.
قلنا: لا حول ولا قوة إلا بالله كيف ذلك يا أخي، فقال: الحمد لله مستورة، فطلبنا منه مراجعة الجمعية لتقديم المساعدة، فرفض ذلك، فقلنا له: خلاص أنت خذ هذا الأثاث ونحن سنوفر لها أثاثا آخر، فقال: هذا نصيب جارتي جزاكم الله خيراً. 
أعطيناه بعض النقود، لكنه رفض وقال: أنا لا آخذ المساعدات من أحد، الله كريم، وحين خرجنا من عنده، كانت وجوهنا غارقة من الدموع، من هول المنظر.
نعم هناك أسر متعففة كثيره لا تطلب المساعدة، وترفض أخذها، ونعم هناك شباب وشابات لا يستطيعون استكمال تعليمهم الجامعي؛ بسبب ظروفهم المالية، وهي أحوال تستوجب أن يلتف لها الجميع، لوجه الله ولنيل الأجر العظيم.

رئيس جمعية خيرية