+A
A-

كيس “الروتي” يكلف المخابز 135 فلسًا وتبيعه بـ 100 فلس

معروض‭ ‬“الروتي”‭ ‬و“الخبز‭ ‬اللبناني”‭ ‬و“السليس”‭ ‬المدعوم‭ ‬مهدد

المخــابــز‭ ‬البحــرينيــة‭ ‬تتـرنّــح‭ ‬و“الـرغيــف”‭ ‬فـي‭ ‬خطــر

خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬للقطاع‭ ‬وسط‭ ‬سلسلة‭ ‬إغلاقات

سعر‭ ‬الطحين لا‭ ‬يشكل‭ ‬سوى‭ ‬17‭ % ‬من‭ ‬التكلفة‭ ‬الإجمالية

 

قال أصحاب مخابز آلية في البحرين إن قطاع المخابز يعيش أصعب مراحله على الإطلاق وإن القطاع مهدد بالشلل، ما لم يكن هناك تدخل حكومي لمراجعة آلية دعم وتثبيت سعر “الروتي” و”السليس” و”الخبز اللبناني” عند 100 فلس والمتبع منذ 50 عامًا.
وتدعم البحرين الخبز عبر تثبيت أسعاره في السوق المحلية عند 100 فلس، وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي عبر تقديم الطحين والكيروسين بأسعار مدعومة للمخابز الشعبية والمخابز الآلية، حيث تضاءلت نسبة تكلفة الطحين إلى إجمالي تكلفة المنتجات المدعومة لنحو 17 %، بحسب أصحاب مخابز.
وارتفعت خلال السنوات الماضية أسعار الزيوت بشكل كبير إلى جانب المحسنات وأسعار النقل والكهرباء والمعدات وأجور العمال، والتي تشكل معظم تكاليف إنتاج الخبز، دون تغيير في تسعيرة الخبز المفروضة على المخابز.
وتقدم الحكومة سعر كيس الدقيق للمخابز بسعر دينارين مقارنة مع القيمة السوقية التي تصل إلى 10 دنانير، في حين تطالب مخابز بألا تزود بهذا الطحين واعتماد السوق المفتوح إذا لم تكن هناك حزمة دعم منصفة.
وقال أحد أصحاب المخابز إن تكلفة إنتاج كيس الروتي تبلغ نحو 135 فلسًا، أي أن المخابز تبيعه بخسارة، في حين أن الخسارة تبلغ في الخبز اللبناني نحو 25 فلسًا. وكانت المخابز تعتمد على تغطية الخسائر عبر بيع المنتجات الأخرى مثل الكعك والمخبوزات ولكن الإقبال على المخابز لشراء هذه المنتجات تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مما فاقم أوضاع المخابز.
إغلاق 7 مخابز
وقال أحد العاملين في القطاع إن قرابة 7 مخابز على الأقل أغلقت أبوابها أو على وشك الإغلاق في حين أن بعضها قلص نشاطه وركز أعماله بعيداً عن الخبز، وأن عددا متزايدا يواجه نفس المصير مع تفاقم المديونيات التي وصل بعضها للمحاكم. 
وأكد أصحاب مخابز  أن السوق المحلية بدأت تشهد انخفاضًا في معروض الخبز اللبناني والروتي المدعوم مقارنة مع السنوات الماضية، مع عزوف المستثمرين من القطاع الذي يشهد خسائر متفاقمة.
وأشاروا إلى أن وضع المخابز المتردي ظل معلقًا لأعوام دون أن يتم معالجة الوضع، والاكتفاء بالمسكنات، حيث لا يشكل دعم الطحين ودعم الكيروسين نسبة تذكر من التكاليف الأخرى المزايدة. وقال أحد المستثمرين في القطاع إنه مديون بمبالغ كبيرة بعد استثمارات ضخها في أحد المخابز وأن الديون تطارده.
أقدم مخبز.. خردة
وقال نبيل صباح والذي كان يملك مخبز الأشقاء وهو من أقدم مخابز البحرين منذ 1968 القرن الماضي في مدينة عيسى، إنه اضطر إلى إغلاق المخبز قبل نحو أربعة أشهر بعد أربعة أعوام من الخسائر القاسية. وأضاف أن عددًا من المخابز أغلق وعددًا منها معروض للبيع دون وجود مشتري، متوقعاً استمرار سلسلة الإغلاقات في ظل الظروف الراهنة، إذا لم يتم إيجاد حلول.
وأشار إلى أنه اضطر إلى بيع 3 أفران قيمتها  تساوي 120 ألف دينار كخردة، وذلك عبر تفكيكها وتقطيعها، وذلك بمبلغ زهيد جداً حيث كانت الخسارة كبيرة وشبه كاملة للأصول، عدا الخسارة التشغيلية طوال السنوات الماضية.
وبين صاحب مخبز الأشقاء، أنه إلى جانب الخسائر في منتجات الخبز المدعومة، فإن المخابز شهدت تراجعا كبيرا في مبيعات الحلويات والكعك لصالح المحلات الجديدة من خارج قطاع المخابز والمنتشرة في المجمعات وتغيرت عادات الناس الاستهلاكية.
وأوضح أن أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة المخبوزات ارتفعت بشكل جنوني، حيث ارتفع سعر كارتون الزبدة من 28 إلى 54 دينارًا وارتفعت عبوات الزيت من 3 إلى 12 دينارًا.
باعه بـ 5 آلاف دينار
إلى ذلك، قال إبراهيم الجودر والذي أسس مخبز “الطازج” الآلي في منتصف التسعينيات إنه استثمر فيه نحو 200 ألف دينار، وإنه اضطر إلى بيع المخبز قبل نحو عامين بسعر 5 آلاف دينار فقط، مشيراً إلى أن الكثير من المخابز أغلقت والكثير منها ينتظره هذا المصير ما لم يتم إيجاد حل دائم.
وقال الجودر “كل عام كنت أخسر نحو 8 إلى 15 ألف خلال الأربع السنوات الماضية”.
وتساءل هل يعقل أن يتم بيع الخبز بسعر 100 فلس منذ السبعينيات في حين أن المخابز تتكبد الخسائر؟، موضحا أن دولا تقدم دعمًا أكبر للمخابز مثل المملكة العربية السعودية والتي يباع فيها كيس الخبز بسعر 200 فلس، حيث يقدم دعم للكهرباء والأراضي وغيرها من التكاليف الأساسية، علاوة على ذلك فإن هامش السعر الذي تبيع به المخابز  منتجاتها أفضل منه مقارنة مع البحرين.
وأوضح الجودر أنه يجب دراسة آلية الدعم الحالية، وإلا فإن عددًا متزايدًا من المخابز سيضطر إلى الإغلاق.
وأشار إلى أنه خلال السنوات الماضية طرأت زيادات كبيرة في التكاليف، حتى على مستوى العمالة، حيث في السابق كان عامل التوصيل يستلم 50 دينارًا لتوصيل الخبز للبرادات الآن يطلب  150 دينارًا إلى جانب الإيجار والكهرباء والتي تبلغ 1700 دينار وتكاليف تسكين العمال التي ارتفعت أيضا.
وتابع “كنا نبيع كيس الخبز اللبناني بخسارة 25 فلسًا، ولو استمر الوضع فإن المخابز ستغلق ولن يكون هناك سوى الخبز الشعبي”.
ويقول أصحاب مخابز، إن بعض البحرينيين المستثمرين في قطاع المخابز هجروا القطاع من خلال بيع مخابزهم أو تأجيرها لأجانب.