في رسالة لرئيس شركة تسلا - تقع في كاليفورنيا ومتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية - الملياردير إيلون ماسك، أعلن ما وصف بالسياسة الجديدة للشركة، حيث طلب من موظفي الشركة العودة إلى مقر الشركة والدوام بشكل كامل، معلنا انتهاء نظام العمل عن بعد، مشددًا على ضرورة أن يقضي الموظف 40 ساعة في مقر العمل أسبوعيا، وإلا سيتم اعتباره مستقيلا.
الأهم من هذا الإعلان عن هذه السياسة الجديدة للشركة والتي تأتي بطبيعة الحال مع تجاوز المرحلة الأصعب من جائحة كورونا كوفيد 19، وعودة الحياة إلى الصورة شبه الطبيعية، هي التفسيرات التي قدمها ماسك في عدة رسائل، حيث إنها بنظري جديرة بأن تتوقف عندها كل مؤسسة كي تحدد سياستها المستقبلية وتقوم بعملية مراجعة شاملة للعمل عن بعد وجدواه والقيمة التي أضافها للمؤسسة.
وفقًا لما نشر على بعض المواقع الإخبارية كالبي بي سي وغيرها، نصح ماسك في رسالة عبر تويتر الأشخاص الرافضين للسياسة الجديدة “بالتظاهر بالعمل في مكان آخر”، بمعنى أنه يرى أن العمل عن بعد ليس جديًا، إنما هو “ تظاهر بالعمل” أي مجرد إثبات شكلي بالتواجد على ذمة العمل لكنه فعليًا لا يسهم في زيادة إنتاجية الشركة.
وهو ما أوضحه بصورة أكثر في رسالة أخرى أشار فيها إلى أن نظام العمل عن بعد لم يؤد إلى التوصل لمنتج جديد عظيم، أي أنه ينظر إليه على أنه كان ضرورة لتسيير أمور الشركة في الظروف الطارئة فقط، لكن الإبداع والابتكار والحفاظ على سمعة الشركة يستلزم الحضور والتعاون الشخصي. مع الاعتراف بالفروقات بين طبيعة عمل مؤسسة وأخرى، إلا أنه على جميع الشركات والمؤسسات والوزارات أن تقوم بعملية المراجعة، وتحدد مستقبل سياستها تجاه موظفيها، خصوصا في ظل ما ندركه عن قصور وثغرات عديدة في نظام العمل عن بعد، لكن الكثير لا يريد الإعلان عنها أو الاعتراف بها بعد أن اعتاد على نمط العمل عن بعد الذي يجعله أقرب إلى الإجازة “المقننة”، وخوفًا من الالتزام بالحضور والظهور وتقديم إضافات حقيقية للعمل.