العدد 4968
الأحد 22 مايو 2022
banner
أبعاد سياسية في الاحتجاجات الإيرانية
الأحد 22 مايو 2022

قبل أن يكمل عامه الأول، يواجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هذه الأيام، تظاهرات واحتجاجات شعبية في مناطق إيرانية مختلفة، مدفوعة بالأساس من أزمة اقتصادية تتفاقم، ومن إهمال شديد تتعرض له العديد من المناطق، رغم أن الرئيس الإيراني نفسه وعد عند مجيئه أن الأولوية للملف الاقتصادي.
وتتزامن الاحتجاجات مع استمرار التعثر في المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بين طهران والدول الست الكبرى وعدم التوصل لاتفاق بينهم حتى الآن رغم العديد من الجولات الحوارية والتفاوضية. 
صحيح أن التظاهرات اقتصادية بالأساس، وتأتي تعبيرا عن رفض التهميش والفقر المتواصل بالأماكن التي اندلعت فيها (من الجنوب الغربي وإقليم خوزستان إلى العاصمة طهران) جراء ارتفاع الأسعار على خلفية قرار الحكومة الإيرانية تخفيض الدعم “الغذائي” ضمن خطتها لرفع أسعار سلع أساسية، إلا أنها لم تخل من ملامح وجوانب سياسية من بينها انتقادات بعض المتظاهرين لنظام المرشد الإيراني “خامنئي” والهجوم على الرئيس إبراهيم رئيسي وترديد البعض “الموت لرئيسي.. الموت لرئيسي”، والتذكير والإشادة بـ “رضا بهلوي” نجل آخر ملوك إيران، في تعبير عن المقارنة بين الوضعين، كما اقتحم بعض المتظاهرين في بلدة حفشجان قاعدة لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، وجميعها دلالات على رفض أركان الحكم في إيران.
أما الملمح السياسي الأهم في الأزمة الراهنة هو ربط بعض المحللين بين خطة الحكومة لترشيد الأسعار بمفاوضات فيينا النووية، وأن إيران تحاول التغلب والسيطرة على المشاكل الاقتصادية لتكون في موقف قوة في تلك المفاوضات، فقد دخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط الأزمة، إذ أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية “نيد برايس” في تغريدة على “تويتر”، بالمحتجين الإيرانيين “الشجعان” كونهم يدافعون عن حقوق الشعب الإيراني، مؤكدا حقهم في محاسبة الحكومة وفي التجمع السلمي وحرية التعبير دون عنف، فجاء الرد من المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد زادة بأن هذا الموقف الأميركي يؤكد قلق واشنطن من خطوة الحكومة الإيرانية لتحصين الاقتصاد بغية إفشال أثر العقوبات الأميركية وفصل الاقتصاد الإيراني عن الدولار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية