العدد 4983
الإثنين 06 يونيو 2022
“اليتامى” يدفعون فواتير الكهرباء!
الإثنين 06 يونيو 2022

حظيَ “اليتيم” في مختلف الديانات وبكل الشرائع بالرعاية الشاملة والتكفل الكامل بجميع أموره الحياتية والإحسان إليه فيها، وتسهيل مصالحه المُبتغاة منها إلى أنْ يبلُغ في حال كونه جنساً ذكراً أو إلى الزواج في حال كان جنساً أُنثى، بالولاية على جهة النفس والمال التي تُلقي بالمسؤولية على أقربائه الأوليين بالتنشئة الصالحة والاهتمام الكبير الذي لا يُضفي عليه شعوراً إلا بالكمال، لا بالقصور، وإحساساً بالتّمام لا بالنقص، في نواحِي متطلبات حياته المُعاشة التي تنأى به بعيداً عن الانفصال والعُزلة والذّلة والمهانة والقهر، وتستعيظ به بالعطف واللّين والحنان وجبر الخواطر في أجواء تشيعُ فيها روح “الأبوة” المجتمعية الرّحبة عوضاً عن ضيق “الأبوة” الفردية المفقودة، فضلاً عن اتساع رقعة الودّ وسيادة عُرى المحبّة والرّشاد التي تصعد به إلى مراتب البناء الصّلب لمجتمعٍ متماسكٍ بقُوام التراحم والتَّناصر والطمأنينة المستقرة من القواعد، والتَّكافل والتَّعاون والتعاطف والتآلف الثابتة من الأحكام بين أفراد المجتمع الواحد.
قد تبدو الأرقام “مخيفة” لآخر الإحصائيات العالمية التي أشارت إلى واقع الملايين من الأطفال الذين يفقدون أحد أبويهم على الأقل كل عام؛ نتيجة الأوبئة والأمراض، والحروب والقلاقل، والمجاعات والكوارث، وغيرها من الأسباب التي زادت من معاناة الواقع المرير وانعدام الكفاية المُلّحة التي يُفترض أنْ تُبذل من أجل مَنْ يفَقدوا أحدَ أبويهم كل (2,2 دقيقة) على مستوى العالم في ظروف معيشية قاسية أفرزتها شتّى وسائل العنف الجسدي والعقاب النفسي والتحرش الجنسي والاستغلال العاطفي والإهمال الروحي بالرغم من المشروعات الدورية والمنتظمة التي تحرص على حماية حقوقهم وترعى واجباتهم من لدن الجهات الرسمية أو المُتبناة من الهيئات الخيرية.

نافلة:
في اليوم العالمي للوالدين والطفل الذي يُصادف الأول من يونيو كلّ عام، أظهرت المعلومات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) أنّ ما لا يقل عن (10) آلاف طفل حول العالم يفقدون ذويهم يومياً لأسباب مختلفة، وهو ما يؤدي لحرمان الآلاف منهم من احتياجاتهم الحرجة من الغذاء والمأوى. في المقابل، نجد تصدّي الشرع الحنيف الذي يُشدّد على أهمية الرعاية المُثلى لليتيم وفضل المعاملة الُحسنى في تلبية احتياجاته من أجل أنْ ينعم بحياة مستقرة وعيش كريم بعد فقده أعزّ ما يملُك، بعيداً عن تحميله سداد “فواتير الكهرباء والماء” مثالاً لا حصراً!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية