العدد 4959
الجمعة 13 مايو 2022
banner
فنلندا والسويد وسيناريو الانضمام للناتو (2)
الجمعة 13 مايو 2022

بحسب صحيفة “الجارديان”، البريطانية، ذكرت آن ليندي، وزيرة الخارجية السويدية، أن بلادها تلقت تأكيدات من الولايات المتحدة بأنها ستتلقى الدعم خلال هذه الفترة، وقالت ليندي للتلفزيون السويدي من واشنطن بعد لقاء أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، “بطبيعة الحال، لن أخوض في أية تفاصيل، لكنني على ثقة تامة بأن لدينا الآن ضمانًا أميركيًا”.
وأضافت ليندي: “مع ذلك، ليست الضمانات الأمنية الملموسة، تلك التي لا يمكنك الحصول عليها إلا إذا كنت عضوًا كامل العضوية في الناتو”، ومع ذلك فقط أقرت الوزيرة السويدية بأن تلك الضمانات لا ترتقي إلى حد واجبات الحلف تجاه الدول الأعضاء، أي أنها ضمانات فردية أميركية، وقالت في ذلك تحديداً بعد أن رفضت الكشف عن طبيعة هذه الضمانات، إن الضمانات “تعني أنه إذا كان بإمكان روسيا أن تكون واضحة في توجيه أي نوع من الأنشطة السلبية ضد السويد، بحيث تهدد أمنها، فلن يكون ذلك شيئا تسمح الولايات المتحدة بحدوثه دون رد”، لكن الملاحظ هنا أن السويد تخشى ـ كما قال وزير دفاعها الشهر الماضي ـ أن تشمل التهديدات الروسية الهجمات الإلكترونية والتدابير الهجينة - مثل الحملات الدعائية، لتقويض أمن السويد، في حين أن روسيا حذرت بشكل صريح بأنها قد تنشر أسلحة نووية وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في جيب كالينينغراد (أقرب النقاط الجغرافية الروسية على بحر البلطيق من الحدود الفنلندية والسويدية بالإضافة إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا وأستونيا)، إذا انضمت السويد وفنلندا إلى الناتو.
على الجانب الفنلندي، تشير رئيسة الوزراء سانا مارين، في تصريحات منشورة إلى رغبتها في التصديق “بأسرع ما يمكن” من قبل 30 دولة عضو في الناتو، في حالة الترشح وحدها أو مع السويد للانضمام إلى الحلف، وترى أن هذه الخطوة هي “أفضل ضمان أمني” لبلادها، وأضافت مارين أن هلسنكي تجري أيضا مناقشات مع الدول الرئيسية في الحلف للحصول على ضمانات الحماية خلال فترة إقرار العضوية التي يمكن أن تستمر عدة أشهر.
الواضح إذاً أن مسألة الترشح قد تم تجاوزها، وأن القضية الأساسية الآن هي أن يكون لدى الدولتين “أقصر عملية تصديق ممكنة”، فضلاً عن الحصول على الضمانات الأمنية اللازمة خلال الفترة الانتقالية، وبطبيعة الحال فإنه مهما كانت الضمانات فلن ترتقي إلى حد مظلة الحماية التي توفرها المادة (5) الواردة في معاهدة تأسيس الحلف، والمعروفة بمبدأ الدفاع الجماعي، والتي تضمن استخدام موارد الحلف لحماية ومساعدة أية دولة عضو تخضع لهجوم مسلح. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية