+A
A-

خالد أول معاق يفوز بالمجلس البلدي: ذهبت للبلاج برجل واحدة

استطاع خالد آل بوفلاح (57 سنة) أن يحول الإعاقة التي يعاني منها منذ الطفولة إلى قوة وقصة إلهام للجميع، عبر مراحل حياته المختلفة، بدءاً من عمله بـ”كشك” لبيع السندويتشات، ومروراً بعمله بالقطاعين العام والخاص، حتى وصوله لمنصب عضو مجلس بلدي الجنوبية العام 2002.
ويقول آل بو فلاح بحديثه لـ”البلاد” تزوجت في عمر مبكر (19 سنة) ولدي ثلاثة أولاد وبنتان وكلهم متزوجون، رزقت منهم بأربعة عشر حفيداً، وأنا الوحيد بين ست بنات، وأنا أصغرهم”.
ويكمل” استطعت التعايش مع الإعاقة بفضل من الله، ثم بمجهود الوالدين، واللذين زرعوا بي القناعة منذ الصغر بأنني إنسان سوي وطبيعي، ولا أختلف عن الآخرين”.
ويضيف” الإعاقة جاءتني وأنا بالثانية من العمر بسبب شلل الأطفال، ففي الجرعة الثالثة أصبت بالسخونة بسبب التطعيم، أفضت إلى الشلل في الرجل اليسرى، وهو ما يضطرني لأن أستخدم الطرف الصناعي للمساعدة على المشي”.
وعن تأثير الإعاقة على مسار حياته، قال “لم أشعر بأن لدي إعاقة، فتربية البيت ومجهودهم معي ساعد بذلك، ولقد كنت ألعب وأنا صغير أكثر من الأطفال الأسوياء، و(ما خلّيت شيء بخاطري إلا سويته) من رحلات، أو مشاركة بالكشافة، وغيرها”.
ويزيد آل بوفلاح “مفتاح السر للنجاح هو بدعم الأسرة للطفل المعاق، وأنا لم أشعر لوهلة بأنني معاق إلا حين شاركت في عضوية مركز البحرين للحراك الدولي، والذي أسس سنة 1979، واشتركت فيه العام 1980، أي أن عضويتي فيه تخطت 42 سنة، وأنا حالياً عضو مجلس إدارة فيه، ورئيس العلاقات العامة”.
ويردف “خلال هذه الفترة شعرت فعلياً بالمشاكل التي يعاني منها المعاقون والتحديات اليومية التي يواجهونها، لذا اهتممت - ولا أزال - بنشر ثقافة إزالة الحواجز، لكي يمارس المعاق حياته بشكل طبيعي”.
وعن إحدى المغامرات التي مر بها، قال “حين كنت أقود الدراجة الهوائية وأنا صغير كنت أفعل ذلك برجل واحد، وأذكر أن صديقاً اقترح أن نخرج بجولة حتى بلاج الجزائر، وفعلت ذلك بالفعل وبتنا هنالك ليلة واحدة”.
ويكمل “ولقد قال صديقي يومها للآخرين (شوف عزم آل بوفلاح، راح وجاء وبرجل واحد وأنتم الصاحيين ما قدرتم تروحوا معانا)”.
وعن محطات عمله المختلفة قال “عملت بوظائف عديدة، بداية منذ أن كنت طالباً بالصف الثاني الإعدادي، مروراً ببيعي للسندويتشات بـ (كشك) صغير، ثم عملي بعدد من الجمعيات الخيرية، وبعدها بقوة دفاع البحرين والقطاع البنكي، إلى عضوية مجلس بلدية المنطقة الجنوبية والتي فزت بها (بالتزكية) العام 2002 وبأول دورة انتخابية”.
ويضيف آل بو فلاح تم إنجاز بعض المشاريع الناجحة بالدائرة، وبالتعاون مع قوة دفاع البحرين، من مسجد وحديقة وتشجير، ولقد كانت فرصة لأن أقدم الخدمة النافعة للناس ولله الحمد”.
ويقول” بعد هذه السنوات من التجارب والتحديات، وجدت أن الإعاقة ليست جسدية وإنما عقلية، لمن يضع لنفسه الحواجز والصعاب المختلفة”.