العدد 4929
الأربعاء 13 أبريل 2022
banner
ماهية التغيير
الأربعاء 13 أبريل 2022

يعتقد البعض - في المجمل العام - أن التغيير أمر إيجابي دائماً، يضيف ولا ينقص، وأنه يحدد مساراً جديداً محبباً ومطلوباً.


وفي إطار المعنى المتعارف عليه فإن التغيير خروج عن المسار المعتاد، وتتبناه عقليات تفكر بطريقة خاصة تستميت بالدعوة إليه، وفي أحايين كثيرة تقتصر الدعوات على الكلمة دون المعنى ودون اليقين بالمسار الحقيقي، والواقع أن التغيير بحد ذاته لا يستوجب الإيجابية أو الأفضلية، فكم من تغيرات كثيرة شهدت ولم تحمل أدنى معايير الإيجابية أو الأفضلية، وأتت بنتائج سلبية وعكسية، لكن للأسف فإن بعض العقليات المتخمة بالكلمة لا المضامين تنجرف مع التيار دون وعي، فتردد الدعوات، وتحرص على أن تكون جزءاً من هذا الحراك، فتنتج عنها محصلات لا جدوى منها ولا فائدة، وقس على ذلك في جميع المجالات، والفن أحدها، حيث يعتبر التغيير والتمرد ركنين أساسيين من الأركان المؤدية إلى حالات الإبداع والابتكار، لكن لا يصح ذلك إلا وفق اعتبارات رصينة، قد يؤدي الخروج عنها لوهلة - لا نعني أنها عقلانية لأن الفن بحد ذاته جنون - إلى مجرد عبث لا جدوى منه، يتباهى بظاهر متزاه ومتباه، وفي كنهه هشاشة بالغة في الطرح والمحتوى.


إن أي توجه يتبناه المبدع، ليس لزاماً أن يكون رهيناً للتجربة والتكرار فقط، بل لعمق الطرح، والدراية الفنية، وجنون ليس كمثله أي جنون، لا يصل إلى متاهات غارقة في الظلمة، بل إلى رحبات مترامية الأطراف بالجماليات والتفاصيل الفنية الخارقة للعادة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .