العدد 4911
السبت 26 مارس 2022
banner
بلا هدف
السبت 26 مارس 2022

من المعروف أن اللامبالاة أمر محبب في بعض الحالات بعيداً عما إذا كانت هناك أسباب صحية كامنة وراءها، وهي من الأهمية بمكان إلى الدرجة التي يعتبرها البعض أنها فن قائم بذاته، ومن يتقن هذا الفن يعرف كيفية استغلاله، والاستفادة منه في حياته، ويعرف تمام المعرفة الوقت الذي لا يتوجب فيه أن تستخدم، بيد أن البعض الآخر يخلط بين هذا الفن والعيش بلا هدف؛ فهناك فرق شاسع بين اللامبالاة واللاهدفية، وتتمثل الأخيرة في أشخاص لا يكترثون بشيء أبداً، ولا يهتمون لأمر إطلاقاً، ليس لديهم هدف معين، ولا يكلفون أنفسهم عناء التفكير فيما يمكن أن يصبون إليه ويحققونه في حياتهم الاعتيادية التي تسير وفق ما لا يختارونه، بل تجرهم الحياة بظروفها كما تشاء دون أهداف أو حتى هدف وحيد ومحدد، ودون حتى أدنى تفكير في ذلك.

وعندما تسأل أحدهم عن نظرته إلى المستقبل، أو عن هدف من أهدافه، أو إلى أين هو سائر، لا تجد أية إجابة، سوى عدم الاكتراث، والاستهانة بالمستقبل، وللأسف فإن البعض يغبط هؤلاء الأشخاص من البشر لعدم اكتراثهم التام، عازين ذلك إلى أنه يريحهم من مشاق الحياة وهمومها، ويقيهم من الأمراض ويبقيهم في صحة جيدة، وإن كنا لا نختلف كثيراً معهم، إلا أن الحياة خلقت على أساس العمل، والعمل بطبيعته يخلق الأهداف والتحديات والصعاب والمتاعب، ويختلف كل منا في هذه المواجهات وفقاً لاعتبارات شخصية عدة، يتفرد بها كل عن الآخر، وبالتالي فإن التائهين بلا هدف يحتاجون إلى مراجعة أنفسهم؛ لأنه بما هم عليه الآن لا يقدرون ما وهبهم الله من نعم، وذلك بعدم جدهم في الحياة والاستهانة باقتناص الفرصة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .