العدد 4921
الثلاثاء 05 أبريل 2022
banner
ملايين تدفع لعرض مسلسلات وبرامج هابطة
الثلاثاء 05 أبريل 2022

مما لا شك فيه أنه في السنوات الأخيرة تحولت الدراما العربية – إلا فيما ندر كمسلسل الاختيار - إلى مجرد أعمال للتسلية واللهو، فهي بعيدة تماما عن التربية الوطنية والقيم والرسالة النبيلة.. قصص تافهة لا معنى لها وكأن الجهات المعنية لا تفرق بين الغث والسمين وتوفر الحياة والأرض الخصبة لتلك الأعمال الضعيفة التي تتسابق الفضائيات في دفع الملايين لشرائها وعرضها في السباق الرمضاني، باعتبارها موضوعا يغذي فكر المشاهد، مع أنها في الحقيقة دودة تنخر عقله وتشوه التراث وما اصطلحت عليه الأجيال كلها كفن وأدب وجمال.


إحدى الدول العربية أوقفت بث حلقة من مسلسل احتوى على مشاهد زنى محارم، والتي تم عرضها كما بينت وسائل الإعلام بالتحايل، ورغم اختلاف النقاد وأحكامهم إلا أن القاعدة العريضة منهم اتفقت على السقطة الكبيرة التي أثرت على أبطال المسلسل وما كان يجري خلف الستار بشكل واضح وسليم.


وتكتمل الصورة باستعراض جانب آخر من جوانب هذه الفوضى أو العتمة التي يعيشها الفن العربي، مع برامج المقالب والمغامرات والتقليد والرقص والغناء، فو الله يتساءل المشاهد هل أن ما يراه حقيقيا أو من الخيال، إلى درجة أن البعض ينكس رأسه من الخجل من حجم المأساة والمشاهد المشينة المقززة، خصوصا برنامج المقالب الشهير الذي يستقطب أسماء لامعة ليظهرهم في صورة قبيحة من القرف، والغريب أن معد ومقدم البرنامج سعيد جدا بطبيعة أدائه لهذا النمط من الارتجال والإسفاف والنموذج المريض الذي لا يمت إلى عالم الفن بصلة بالقانون والنظام والأوراق.


بعبارة أخرى.. أصبح الإسفاف مظهرا من مظاهر الدراما والبرامج العربية، وهذه حقيقة لا يملك أي إنسان أن يتجاهلها، وهناك جهد ومال وطاقة تتوفر للفنون الهابطة، وكل هذه الأمور إن دلت على شيء فهي تدل على ظهور النص السيئ والترويج له بشكل أكثر مما نتصور وتراجيديا من الطراز الأول.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية