العدد 4917
الجمعة 01 أبريل 2022
banner
عمر بن الخطاب... فارس الفقر والسيرة العطرة
الجمعة 01 أبريل 2022

حين نتأمل قصص وسير صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سنجد فيها إرث الأنبياء، وشاعرية الإنسانية وروعة ونقاء الإسلام، واحد من الصحابة، والذي استوقفني كثيرا وأنا أقرأ سيرته العطرة، أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب أحد الفقراء المبشرين بالجنة والذين استحقوها عن جدارة لأنهم تفانوا من أجل الإنسانية ورقيها.
ومن سيرته العطرة: لقد رأى الناس سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين، وعليه ازار مرقوع باثنتي عشرة رقعة، ولم ينقص ذلك من هيبته ولا مكانته، وما كان عمر يملك إلا ثوبا. خرج يوما إلى صلاة الجمعة وعليه قميص فجعل يعتذر إلى الناس وهو يقول حبسني قمیصي هذا، وجعل يمد يده “يعني كميه” فإذا تركه رجع إلى أطراف أصابعه.
سيدنا عمر بن الخطاب - وهو من هو - لا يملك إلا قميصا واحدا يغسله يوم الجمعة ليخرج به إلى الناس وهو نظيف فيتأخر جفاف القميص ولا يخرج ثم يعتذر، ثم يكون القميص قصيرا مرقوعا برقاع عدة، ولو أراد لملك أثوابا كثيرة فاخرة من حر ماله، ولو أراد لأخذ حقه المشروع من بيت المال، لكنه لا يفعل واختار لنفسه أصغر راتب، في الوقت الذي يعطي ولاته العشرين ألفا والأربعين ألفا حتى لا يظلموا الناس أو يرتشوا أو يطمعوا في مال رعيتهم أو يقاسموهم تجاراتهم جبرا وقسوة وباسم السلطة.
ثم هو لا يفرض لنفسه وعياله إلا ثلاثة دراهم كل يوم، فإذا منح عماله وولاته ما يشبعهم ويملأ عيونهم ويسد خللهم فهو يحاسبهم حسابا عسيرا على أي مال آخر يربحونه أو يكسبونه وفيه شبهة. قاسم أحد ولاته أمواله، بل صادر كل ما زاد على راتبه، جاءه من عمان ومعه قافلة من الجمال فسأله عن مصدرها فقال وجدت فراغا فتاجرت، فصادر عمر القافلة بأسرها وضمها إلى بيت المسلمين. 
ذلك هو عمر بن الخطاب الذي قال عنه ابن عباس رضي الله عنه “أكثروا ذكر عمر فإنكم إذا ذكرتموه ذكرتم العدل، وإذا ذكرتم العدل ذكرتم الله تعالى”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .