العدد 4916
الخميس 31 مارس 2022
banner
لماذا لا يشعر المواطن بالارتياح من معظم السادة النواب
الخميس 31 مارس 2022

لقد تحدث الكثيرون منذ سنوات عن المشكلات والمآسي في مجلس النواب، وأهم قضية يجب أن توضع في طليعة المناقشة والبحث هي.. لماذا لا يشعر المواطن بالارتياح من معظم السادة النواب، ودائما تأخذ الجلسات اهتماما واسعا من جميع المواطنين بالتعليق والتذمر من تصرفات ومداخلات النواب وصراعاتهم المتنوعة داخل المجلس، إضافة إلى افتقاد تقاليد وثقافة الحوار مع من هم أكبر سنا.
جلسة مناقشة قانون التقاعد الأخيرة، لم ترتفع إلا أمتارا قليلة عن بقية الجلسات السابقة التي شابتها كل نواحي الضعف وجغرافية التخبط والشعارات الجوفاء ومنازعات مجللة بالغموض واليأس أحيانا، لا تمر جلسة إلا وبها أداة تفجيرية تصيب المواطن بالعجز والألم والقهر، ومع إطار المعاناة العامة بشتى أشكالها، نراه يسترسل في النقد والتعليق في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بمعاناة سحيقة تحيطه من كل جانب.
لو كان المواطن يشعر بمعاني السعادة والارتياح الأعمق من السادة النواب، لما دخل في اللهب والدخان وأخذ في النقد والتعليق بشكل أسبوعي، إذ إنه شعر بأن هناك من خدعه بوقائع الحياة المحيطة به، ولن يقتنع أبدا بإلقاء اللوم على الحكومة وهو الشعار الذي يردده النائب الذي لا يعرف في مسائل الدرس والامتحان، أو بمعنى آخر، يقلب المجلس رأسا على عقب ليدين الحكومة بألفاظ لا يقبلها أي منطق، كل ما في الأمر رغبته في أن يصيح بغير دليل في يده، سعيا منه لوصول هذا التيار إلى عقل المواطن ليؤثر فيه بطريقته الشخصية.
نحن نتحرك في مجتمع زاخر بتصوراته وسلوكه وعاداته وأذواقه، لكن الجميع يتفق على مسألة واحدة وبمعرفة علمية وإدراك قائم على حقائق موضوعية وهي 
أن واقع السادة النواب لا يلبي حاجات المواطن في حاضره ومستقبله، فهم بعيدون عن المسؤولية الجادة، وهذا ليس اتهاما وكلام فرد واحد، بل توجع شريحة كبيرة من المواطنين وليس في ذلك شيء من الغيبيات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية