الكلمات العظيمة التي يكتبها البعض تصنع سعادة قصوى له حتى إن كانت كاذبة، وكل سعادته في الدنيا أن يحيا كقدِيس حتى إن جر خلفه الخيبات، لكن كلما بالغ الإنسان في تحدي سطوة الزمن سيجد أن طريقة معالجته قاصرة وترقيعية، كما جر الإعلام الشعوب الإسلامية للطائفية والعنصرية ووصلنا إلى ما نحن عليه من حروب وتحديات، وسمحنا لدول إقليمية ودولية بامتداد نفوذها داخل الجغرافيا العربية، لكن أقول لهؤلاء.. منذ ملحمة جلجامش والفشل الذريع يرافق الإنسان في رحلته للبحث عن الخلود، لذلك عندما نرى أن المتكلم أو من يكتب يخرج عن المألوف لا أصفه سوى كشخص “كومبارس” على مسرح أطرافه مترهلة، وهنا أقصد من يكتب وكما وصفتهم فرجينيا وولف عندما قالت إن الكتابة ليست كالسرد المخادع، وأنا أقول هناك فرق كبير بين الكاتب وبين الكتبة، ومقدمة ما كتبت حقيقة عن ما أراه بوسائل الإعلام المختلفة عن حرب روسيا وأميركا وأوروبا، لأن أوكرانيا ليست سوى دولة قادها رئيسها للحرب بالوكالة بغض النظر عن موقفي من تلك الحرب التي أرى فيها الأبرياء وقد أصبحوا مشردين والزعماء الأوروبيين والأميركان يستمتعون في أجمل المنتجعات، وبوتن ورفاقه يسكنون في عظمة الكرملين، حيث ذلك الإعلام الذي أصبح بليدا وكلاسيكيا لا قيمة له لأنه أصبح مكشوفا، فمن يدافع عن روسيا أصبح أوفى من بوتن لروسيا، ومن يدافع عن أميركا وأوروبا هو مخلص للنفوذ المتكبر في العالم.
لكن الواقع يفسر نفسه والتاريخ أيضا يعيد نفسه، حيث إن الحرب العالمية فعلا قائمة الآن، وأصبحت واضحة بعد اجتماع بروكسل بحضور كل زعماء أوروبا وإصدار بيانات ضد روسيا والصين وكوريا، لكن الناتو لن يستطيع أن يواجه روسيا فوضع أوكرانيا في المواجهة وأغرقها في دماء الأبرياء، بالمقابل روسيا لن تتراجع عن إسقاط مشروع التحالف في أوكرانيا، وسترجع أوكرانيا إلى عهد “الفايكنج”، وستستخدم النووي إن اضطرها الأمر.
وبالمقابل أمام هذا الهوان وتراجع الناتو أمام روسيا منح الصين الضوء الأخضر بالتصريحات عن تايوان كجزء من الصين لأنها أيضا تمثل مشروع الناتو ضد الصين على حدودها، وبهذا كشف مشروع الناتو في أوكرانيا وتايوان، واليوم أصبح الوجه الجديد للعالم ينكشف شيئا فشيئا، وهذا سيغير التحالفات الدولية، وعلى الإعلام العربي أن يعي التحديات الجديدة وألا يجر الويلات للشعوب العربية.