الكثير من المحللين ذهبوا إلى فكرة أن أميركا خططت للوصول إلى إدخال روسيا الحرب لإضعافها واستنزافها، ولا أعتقد أننا نعرف خطط أميركا، بينما روسيا الخصم على مر أكثر من 74 عاما، ولا يعرف طبعا إن كان ذلك صحيحا، لكن من المؤكد أن أميركا والدول المتحالفة معها وأقصد الدول القوية فرنسا وبريطانيا وألمانيا تحاول الوصول لحدود روسيا كخطوة أولى، ثم التغلغل والنفوذ، ثم الوصول إلى الثروة النفطية والغازية التي تعد السلاح الأقوى لدى روسيا ضد الغرب، حيث إنها مصدر الطاقة الأول لدى الأوروبيين، لذلك أوروبا ترمي بكل ثقلها داخل أوكرانيا، وليس صحيحا ما يصوره الإعلام عن نزاهة الغرب وحقوق الإنسان وأن أطفال ونساء أوكرانيا أول اهتمامهم، أو أنهم قتلوا وشردوا وأنهم في حداد وحزن عليهم، لأنهم يمثلون دور ملاك الإنسانية والحمل الوديع، فهم نفسهم من سفكوا دماء العرب المسلمين، وهم من يدعمون الراديكاليين والانفصاليين في المنطقة العربية، وهم من زرعوا الفتن بكل مسمياتها والعنصرية، ومن يحزن على مرارة الحروب نحن الذين ذقنا مرارتها، نحن من نحزن على أية قطرة دم تسقط في أوكرانيا أو روسيا أو أية دولة أخرى.
أما سياسيا فإن روسيا ستسحق وتقتل وتفتك بكل من يقف في طريقها من أجل عدم السيطرة على اقتصادها ودولتها، وأنا أعتقد أن بوتن لا مانع لديه في استخدام الأسلحة الفتاكة، وحتى النووية من أجل عدم دخول أميركا وحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا ووضع القواعد العسكرية، ومن هنا يعي الغرب تلك الحقيقة، لكن سيحاول أن يجر روسيا إلى حرب استنزاف، وروسيا تحاول السيطرة على المدن بأسرع وقت، والسيناريو الأخير أنها حرب بين الأصدقاء، والأيام ستثبت عن قريب أنهم سوف يجتمعون على طاولة واحدة محتفلين بصداقتهم وحلفهم الجديد على أنغام الموسيقى وأصوات رنة الكؤوس.