العدد 4909
الخميس 24 مارس 2022
banner
إشاعة ثقبها الرد الحكومي بسهم الحقيقة
الخميس 24 مارس 2022

مشكلة بعض النواب أنهم يقضون جزءا كبيرا من وقتهم “أربع سنوات” في الثرثرة أو عمل “تزيينات للإشاعات”، أو تسخير صوتهم في المجلس عمدا لدعايات من أجل إشعال الرأي العام، وهذه النوعية من النواب قطعت مرحلة كبيرة نسبيا في تلويث المجتمع بالمناخ السام لنستنشقه.
الإشاعات عندهم مثل ذلك الذي يستريح ويضع حقائبه على الأرض، وينظر إلى الأفق وهو يقول في نفسه.. يجب ألا أضيع الوقت، فالمسافة طويلة.. ويتابع مسيره في الانضباط بالمداومة على الانفلات والانتهازية والوصول، وكأنه مقيد بالأقاويل والإشاعات أكثر من غيره. كثيرا ما يلجأون إلى الشعارات الجذابة لتحريك عواطف الناس، لكن سرعان ما يفتضح أمرهم بأنهم مجرد موزعين للإشاعات والمكائد بوجوه عديدة، واللف والدوران جزء لا يتجزأ من مجموع أعراض مرض حب الظهور بكل الأنماط والمقاييس.
في بعض الأحيان نشعر أن هؤلاء أصوات وموحيات آيديولوجية، وسيكون من الخطأ الجسيم تواجد أمثالهم في المجلس القادم، وعلى المواطن أن يعي ذلك ولا يقدم لهم طريق المساعدة والرعاية، لأنه هو من يقرر الشروط للنجاح ودخول أمثالهم إلى معالم النخبة السياسية وحيز الوجود لينظر إليهم الناس بدهشة.
أحدهم قبل أيام اشتغل في مختبره وقتا طويلا وكرس وقته وجهده، ثم خرج علينا بإشاعة “ثقبها الرد الحكومي السريع بسهم الحقيقة” ولله الحمد، وفتتها وحولها إلى أنقاض، وعلى رأي عادل إمام في مدرسة المشاغبين... “وأنا ناقص”. المنطقة تعيش تحديات غير مسبوقة وعملا مرهقا طويلا للحكومات من أجل الاستقرار والأمن، وهذا النائب يشغل المجتمع بحركات جانبية صغيرة لا هدف لها سوى الفراغ الذي يلفه بالحيرة والانتظار الدرامي، ونحن على مشارف انتهاء الفصل التشريعي. 
كان يعتقد أنه حالة استثنائية وصاحب مزرعة الحقيقة بخطاباته وتصاريحه الرسمية، لكن مع خيوط كل فجر جديد يصاب بخيبة أمل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .