لعل أكبر سمة من سمات هذا العصر، خصوصا في ظل التحديات الكثيرة، المعركة الدائرة بعنف تارة وبصمت تارة أخرى، وفي مختلف المجالات، من فكرية واقتصادية وسياسية، إقليميا وعالميا، ولا يخفى على أحد أن الدول العربية تواجه تهديدا من السهل على الإنسان العربي أن يكتشفه، إذ لم تعد الحرب مثل ما كانت عليه في الماضي بالأسلحة التقليدية.
كلمة السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب، رئيسة الاتحاد البرلماني العربي في الاجتماع التنسيقي للمجموعة البرلمانية العربية في الاتحاد البرلماني الدولي، والذي عُقد في جزيرة بالي بجمهورية إندونيسيا، ضمن أعمال الجمعية العامة الـ 144 للاتحاد البرلماني الدولي، والاجتماعات المصاحبة، حملت الكثير من المعاني النابعة عن الروح العربية المنبثقة من قيم الخير والحق وتحقيق آمال وحاجات الأمة العربية ورسالتها، وذلك عن طريق التعاون المخلص للبرلمانات العربية والمجالس التشريعية، في معالجة القضايا معالجة فعالة وتسخير كل الإمكانيات لتوفير الأجواء الملائمة للعمل المشترك، والذي بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى نظرا للتحول الحاد والحاسم.
معاليها أكدت “ضرورة إيجاد مسارات تعاونٍ جديدة للبرلمانات والمجالس التشريعية في الدول العربية، واستمرار تضافر الجهود الداعمة للمصالح المشتركة، مشيرة إلى أنَّ البرلمانات تعتبر شريكاً فاعلا في تشكيل التصورات والبرامج والخطط التنموية التي تعمل على تنفيذها الحكومات، بما يحقق مزيدًا من النماء والازدهار للدول والشعوب العربية، وذكرت أنَّ التحديات التي تواجهها الدول العربية، والمحاولات المستمرة للمساس بأمنها واستقرارها ووحدتها، تتطلب تعزيز التكاتف والعمل المشترك، وتوحيد الرؤى والمواقف بين برلماناتها ومجالسها التشريعية”.
البرلمانات والمجالس التشريعية في الدول العربية يفترض أن تكون لديها قابلية فائقة لرؤية التحديات التي فاقت تحديات العصور السابقة، وأن لا تنشغل فقط بالمنافسات الشخصية والمحلية الضيقة، بحيث تعجز عن الغاية الأكبر والأوسع وهي الأمن العربي، هذه البرلمانات والمجالس التشريعية جديرة بأن تعي التحديات التي تواجه دولنا بشكل أعمق.