+A
A-

روسيا تلقي بالكرة في ملعب الغرب.. عملة أقساط السندات تحددها العقوبات

قالت وزارة المالية الروسية يوم الاثنين إنها أرسلت أمرا إلى البنوك المسؤولة عن دفع كوبونات على سندات اليورو بقيمة 117.2 مليون دولار، في إشارة للأسواق التي تنتظر لترى ما إذا كانت روسيا ستتخلف عن سداد ديونها السيادية.

وتم تداول سندات اليورو المعنية، التي يستحق إحداها في 2023 والآخر في 2043، عند 20 سنتاً على الدولار أو أقل، وهي من بين أولى السندات المجدولة بعد أن تعرضت روسيا للعقوبات المتعلقة بغزوها لأوكرانيا.

ويعني تداول السندات عند 20 سنتا للدولار، بأنها تتداول عند 20% من قيمتها الأسمية.

وقال وزير المالية أنطون سيلوانوف للتلفزيون الرسمي يوم الاثنين "هذا الأسبوع، يوم الأربعاء، من المقرر أن نسدد قسيمة سندات دولية أخرى". "واليوم، أعددنا وثيقة دفع بالعملة الأجنبية وسنصدر أمراً للبنوك الأجنبية بتنفيذ هذه الدفعة. كما سنراقب مستند الدفع هذا ونراقب كيفية تنفيذ البنوك لأوامر (الدفع) الخاصة بنا".

وأكدت وزارة المالية على أن المدفوعات ستتم بالروبل إذا منعت العقوبات البنوك من الوفاء بالديون بعملة الإصدار.

يذكر أن السندات التي استحق أجل دفع كوبوناتها، لها فترة سماح تصل لنحو شهر، دون احتساب ذلك تخلفاً عن السداد، وهو ما يعني أن هناك إمكانية لمعالجة مدفوعات السندات حتى قبل 15 إبريل المقبل.

 

حجم الديون

تشير البيانات إلى أن حجم الديون الروسية بالعملات الأجنبية تصل إلى 150 مليار دولار، إلا أن الجزء الأكبر منها أصدرته الشركات الروسية، والبالغ قيمته نحو 105 مليار دولار.

كما أن لدى روسيا 15 سنداً سيادياً دولياً بقيمة اسمية تبلغ حوالي 40 مليار دولار، نصفها مملوك لمستثمرين أجانب.

يأتي ذلك، فيما توقف التداول في الأصول الروسية تقريباً عبر البورصات خارج موسكو.

وتشير البيانات إلى أن حوالي 120 مليار دولار من الدين الحالي للحكومة والشركات مقومة بالدولار، والجزء الأكبر من الباقي باليورو، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ، واطلعت عليها "العربية.نت".

كما أصدرت شركة غازبروم، عملاق الغاز الطبيعي المملوك للدولة، أوراق دين بقيمة تقترب من 25 مليار دولار.

 

السداد بالروبل

وأكد وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف مراراً أن روسيا ستدفع بالروبل إذا لم تسمح العقوبات المفروضة عليها بتسويات المدفوعات بالدولار.

ولا يحتوي أي من السندات على خيارات للسداد بالروبل.

وأثار مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين بأنه يمكن دفع مستحقات المستثمرين من ما يسمى بالدول المعادية بالروبل، مخاوف من اختيار روسيا عدم الوفاء بديونها، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع شهادات التأمين على الديون CDS الروسية إلى مستوى قياسي.

وكان آخر تخلف عن سداد ديون خارجية كبيرة لروسيا منذ أكثر من قرن، عندما فشل البلاشفة في الاعتراف بالديون القيصرية في أعقاب ثورة 1917، فيما كان التخلف الذي حدث في 1998، يخص سندات محلية.

وتعني القيود أنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستكون قادرة، أو مستعدة، لسداد المدفوعات.

لكن السداد بالعملة الروسية سيظل يمثل تخلفاً عن السداد في نظر معظم المستثمرين الغربيين، وليس فقط بسبب انخفاض قيمة الروبل مؤخراً. إذ أن 6 من 15 سند دولي لروسيا مقومة بالدولار أو اليورو تحتوي بالفعل على شرط "احتياطي" يسمح بالسداد بالروبل، لكن السندات ذات القسائم المستحقة يوم الأربعاء ليست من بينها.