هكذا هي الحرب عندما تدق طبولها، كمعزوفة قوية ترغمنا على الاستماع لها، الكل مندهش مما يحدث، الأخبار تتطاير يمنة ويسرى، فيما تتراقص أرواح الأبرياء فوق جثثهم المنهكة إثر القصف، أنا أكره الحرب، وإن كانت لغة للأقوياء، وإن كانت شرا لابد منه، لكن السلام هو أسمى الغايات للنفس البشرية.

لن أحلل ما حدث خلال الأسبوع الماضي من أحداث بين روسيا وأوكرانيا ولا مجال للتحليل أساسا، فمن يجرؤ على مشاكسة الدب الروسي وهو في أقوى حالاته بقيادة بوتين، ولا أستطيع أن أخفي مدى إعجابي برئيس جمهورية روسيا وشرعية الدفاع عن بلده بل وحقه في “فرصة اذن” كل من تسول له نفسه أن يداعب ولو عن طريق المزاح هذا القطب العملاق في العالم، لقد بلعت أوكرانيا طعما خفيا ولا أظن أن خطواتها قبل وقوع العملية الأولى ضدها كانت مدروسة بالمرة!

أجزم أننا سنشاهد درسا مقدرا عالميا يقدمه بوتين للجميع على طاولة العالم الجديد، فسطوة الولايات المتحدة على العالم بدأت في التراجع، وهكذا كان مقدرا لها وسط تخبطات الإدارات المتتالية في البيت الأبيض.

مازلنا نطمح في السلام العالمي الذي ننشده جميعا، فالعالم لن يتحمل حربا “حقيقية” تكون الجمهورية الروسية بما تملكه من عتاد وحنكة وإدارة طرفا فيها.

وهكذا التاريخ يسطر نفسه من جديد ليبعث رسائله الواضحة عن ميزان قوى المنطقة الحالية، وليجبرنا جميعا على إعادة حساباتنا وعلاقتنا بدول العالم بأسره.