العدد 4861
الجمعة 04 فبراير 2022
banner
المسلسلات الموسمية
الجمعة 04 فبراير 2022

راجت في الآونة الأخيرة المسلسلات القصيرة، أو التي يطلق عليها البعض المسلسلات الموسمية، وفي واقع الأمر فإن هذا النوع من المسلسلات ليس حديث النشأة، فقد كانت بعض المسلسلات التلفزيونية سابقاً تدور في فلك السبع حلقات “السباعيات”، أو (15) حلقة التي غالباً ما كان ينتج منها عملان، خصوصا إذا كان العرض يستهدف شهر رمضان حتى يغطي العرض طيلة أيام الشهر الفضيل، ناهيك عن المسلسلات الأميركية وغيرها التي بدأت منذ زمن بعيد بعرض حلقة أو حلقتين في كل أسبوع خارج الالتزام بالعدد (30).
ولا يخفى على الجميع أن اعتماد الثلاثين حلقة، خصوصا في شهر رمضان، أمر ضروري، ومازال الوضع كذلك مع تبدل المقاييس مع المسلسلات الموسمية، فقد أصبحت المنصات الإلكترونية سيدة الموقف، وبالتالي فإن الالتزام بالثلاثين حلقة خارج الموسم الرمضاني لم يعد ضرورياً أبداً، وبإمكان المشاهد أن يرى مجموعة من الحلقات تباعاً دون الحاجة إلى انتظار يوم ووقت العرض كما كان يحدث سابقاً. 
إن عدد الحلقات في واقع الأمر ينبغي أن تحدده القصة وأحداثها، وليس ساعات البث المطلوبة؛ لأنه متى ما انتهى سرد القصة، ستخلق أية زيادة التكرار فالملل والرتابة، على الرغم من وجود متابعين كثر لبعض الأعمال الطويلة جداً، وهي أعمال ناجحة أيضاً مثل مسلسل (Breaking bad) الذي احتوت أجزاؤه الخمسة على قرابة (62) حلقة، وأدهى من ذلك بكثير مسلسل (Resurrection: Ertugrul) الذي تضم أجزاؤه الخمسة قرابة (524) حلقة!
الأصل كما ذكرت هو أن تحدد القصة بأحداثها وتشويقاتها عدد الحلقات، فلا أكثر ولا أقل، حتى نصل إلى التأثير المرجو على المشاهد، في الوقت الذي نحن متأكدين فيه بأن الدراما ليست بحاجة إلينا، بل نحن بحاجة إليها على جميع الأصعدة التعليمية، التثقيفية، الدينية، الاجتماعية، وحتى السياسية، وهو ما يوضحه حقيقة عمل مثل “لعبة الحبار”، الذي دخل كل بيت، وعقل كل طفل في العالم، ولم توقفه لا لغة مختلفة، ولا عنف مبالغ فيه، وبالتالي فإننا أمام مسؤولية كبيرة لضرورة الاهتمام بالدراما وتوظيفها بما يخدم توجهاتنا وقيمنا وأخلاقياتنا في سباق هو الأخطر على الأجيال من أي شيء آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية