+A
A-

البحرين في أرقام: حاجي.. دخول أول كمبيوتر للبحرين بعد اكتشاف النفط بعامين

- الهجمات السيبرانية الأخيرة على الدول باستخدام الذكاء الاصطناعي

- إطلاق إستراتيجية “الاتصالات” والاقتصاد الرقمي خطوة استباقية

- تحول جذري للأتمتة بدخول الذكاء الاصطناعي للقطاع

أكد رئيس المجموعة العالمية للذكاء الاصطناعي، جاسم حاجي، أن جميع الوظائف المستقبلية سيدخل فيها الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن الأشخاص الذين سيستطيعون دمج الذكاء الاصطناعي في عملهم سيكون لهم الأفضلية في العمل.


وركزت فقرة حديث الساعة الاقتصادية في برنامج “البحرين في أرقام”، الذي يبث مباشرة كل يوم أحد، على إستراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي (2022 - 2026)، تتضمّن 4 محاور رئيسة، وهي: تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات، ودعم الاقتصاد الرقمي، وتعزيز الحوكمة الإلكترونية، وتطوير القدرات الرقمية.


وعن فرص تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي، أوضح حاجي “لا ننسى أن جائحة كورونا سرعت من تطوير التقنيات والاقتصاد الرقمي، إذ كانت التوقعات خلال الـ 5 أعوام المقبلة، أن نرى تطبيقات قادمة، ولكن الحدث الأبرز في آخر عامين جعل تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات المستقبلية أكثر انتشارًا وتدفقًا في جميع دول العالم بنسب متفاوتة؛ لذلك الدول تتسابق على تطوير البنية التحتية والتطبيقات التقنية في مجمل أنحاء البلدان، مضيفًا أن إطلاق البحرين إستراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي (2022 - 2026) تعتبر خطوة استباقية وفي وقتها لتحويل المملكة.


ولفت إلى أن مملكة البحرين من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط التي طبقت استخدام الآلات، مشيرًا إلى أنه تاريخيًا بعد اكتشاف النفط 1938 بعامين، استوردت البحرين جهاز كمبيوتر من شركة (IBM) ووصل إلى البلاد عن طريق الشحن لاستخدامه في مصفاة بابكو، كما أن البحرين من أوائل الدول التي باشرت الاتصالات منذ نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي، وأُقيم أول معرض إقليمي في تقنيات التكنولوجيا في العام 1977 في عهد المغفور له أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، لذلك فإن التاريخ والبنية التحتية والأفراد والجامعات يساعدون بشكل كبير في تطبيق الإستراتيجية التي اتخذتها البحرين للأعوام الأربعة المقبلة وسيكون لنا دور مهم في هذا المجال.


جلب شركات تقنية
وأكد أن مملكة البحرين استطاعت جلب شركات إقليمية وتكنولوجية وتقنية من أنحاء العالم والكبرى، مشيرًا إلى أن الدول المجاورة لديها قدرات استثمارية بشكل أكبر من البحرين، ولكن الذي يميز مملكة البحرين القدرات البشرية، حيث إن الخريجين والخريجات في الحاسوب والتقنيات، وهذا العدد الهائل من التطبيقات والمشاريع التي يطبقوها هؤلاء الشباب والشابات، سيكون لها دور لجعل البحرين مركز إقليمي للتقنيات؛ لأن البحرين تمتلك أكبر قوة في الموارد البشرية والتقنية، وهذا سيكون المستقبل، مرجحًا استقطاب الشركات إلى المنطقة خصوصًا أن الشركات الغربية تتخذ مقرات لها في دول مثل الهند وفي شرق آسيا وشرق أوروبا؛ لتطوير وتصدير التقنيات لدول المنطقة ومن المتوقع أن تستطيع المملكة المنافسة لتصدير التقنيات واستقطاب مراكز عالمية في البحرين.


وفيما يتعلق بتخصص الذكاء الاصطناعي في البحرين، وكيفية إنجاح الإستراتيجية بالتركيز على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، أوضح حاجي أن الذكاء الاصطناعي في عمق وقلب أية تقنيات مستقبلية، وفي الأعوام القليلة القادمة ستشهد الأتمتة تحول جذري فيها من الأتمتة الاعتيادية إلى الذكاء الاصطناعي، وقررات ذاتية في استنتاجات وتحديات مستقبلية في جميع المجالات وليس فقط المجالات التقنية والبنية التحتية، ولكن تشمل مجالات من بينها الطب والمالية، مؤكدًا أن التنبؤات حاليًا في الكثير من البورصات تتم عن طريق الذكاء الاصطناعي وليس الأفراد؛ لأن البيانات الضخمة عالميًا والتاريخية تكون جزءاً من التنبؤات المستقبلية لذلك سيكون هنالك الكثير من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة بشكل ذاتي، ومع المعلومات المتواجدة وتعلم الآلة والتعلم الذاتي سنشهد ثورة ميدانية في هذا المجال.


وأشار حاجي في مجال الأمن السيبراني إلى أن الدول تتعرض لهجمات كبيرة، وكان آخرها في أوكرانيا، والجهات الفيدرالية في أميركا ذكرت أن هذه الهجمات ليست من أفعال أشخاص، صحيح أن وراء هذه الهجمات الهاكرز، ولكنها ليست تنبؤات أفعال أشخاص ولا توجد اتهامات مباشرة لجهات، ولكن الجميع يعلم أن الأدوات المستخدمة هي أدوات ذكاء اصطناعي وتحليل البيانات والأنماط والفعاليات في الإدارات المعنية بحيث إن الذكاء الاصطناعي يقرر الوقت وكيفية الهجمة حتى الأشخاص الذين يصنعون الذكاء الاصطناعي، تكون الهجمات خارج إرادتهم، مؤكدًا أهمية تطوير الكوادر البشرية من الخريجين والخريجيات وتدريبهم خصوصًا بعد إطلاق الإستراتيجية.


وأضاف حاجي أن الوظائف المستقبلية سيدخل فيها الذكاء الاصطناعي، وستكون الأفضلية للأشخاص الذين سيستطيعون دمج الذكاء الاصطناعي في عملهم، مبينًا أن دولا مثل اليابان تدرس الذكاء الاصطناعي بمدارسها منذ الصف الأول.


وبين أنه لا يوجد حاليًا ذكاء اصطناعي بشكل منفصل في الجامعات، ولكنه جزء من مشاريع التخرج تعمل عليها جامعتان أو 3 جامعات، وأيضا مركز سمو الشيخ ناصر للبحوث والتطوير في الذكاء الاصطناعي التابع لمركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، الذي يعنى بتدريب الكثير من الخريجيين والخريجات وتطوير الذكاء الاصطناعي للمؤسسات الخاصة والعامة وتصديره إلى الدول المجاورة وهنالك اتفاقات دولية في هذا الجانب وهذه خطوة مهمة للمملكة؛ لوضعها على خارطة طريق للذكاء الاصطناعي الذي اعتبره مستقبل الجميع.