العدد 4782
الأربعاء 17 نوفمبر 2021
banner
الإذاعة ما زالت محتفظة بجمهورها ولا خوف عليها
الأربعاء 17 نوفمبر 2021

من حسن الطالع أن “البلاد” نظمت ندوة بعنوان “مستقبل الإذاعة” يوم أمس الأول تزامنا مع صدور كتاب “عندما تكلم الحديد.. هنا البحرين: تاريخ الإذاعة في البحرين 1940 - 2021” للإعلامي مهند النعيمي، والذي يعد مرجعاً شاملاً لتاريخ العمل الإذاعي في مملكة البحرين بالصوت والصورة، حيث استضفنا كلا من الإعلامي فهد الهندال من الكويت، والإعلامي محمد دهيران من المملكة العربية السعودية، والإعلامي فايز السادة من مملكة البحرين.
محاور الندوة اتخذت ألوانا شتى في  كل ميادين الفن الإذاعي، كمحدودية المساحة المخصصة للنقد الإذاعي في الصحافة الخليجية، وهل من الممكن أن نقول إن الإذاعة وسيلة من وسائل التعبير الفني لها وجودها الذاتي وكيانها المستقل مثلها في ذلك مثل المسرح والسينما، وما هي النواحي الجمالية التي تتميز بها، وما هي الخواص الذاتية لهذا الفن، ومدى أهمية الإذاعة عند المتلقي الخليجي، وهل استطاعت الفضائيات بشكل أو بآخر إزاحة الإذاعة عن الميدان، وكذلك مواصفات المذيع الناجح.
لقد أكد المنتدون بالشرح والأدلة أن الإذاعة مازالت محتفظة بجمهورها ولا خوف عليها، وكما قال الإعلامي الكويتي فهد الهندال، “مازال هناك من يبدأ يومه بفتح  الراديو ويختمه بالراديو أيضا”، وأنا شخصيا ذكرت في سياق الحديث أن وجود الفضائيات لا يشكل تهديدا للإذاعة، بل تحديا يمكن أن يؤدي إلى أعظم الإنجازات المثيرة في الحقل الإذاعي، خصوصا أن هناك نواحي جمالية وخواصا تتميز بها الإذاعة لا نجدها في الفضائيات، ومهما كان جمهور الفضائيات ضخما إن صح الوصف، إلا أن الإذاعة كشكل فني راق تأقلمت ومنذ زمن على أساس أنها لون من لون الذوق الفني الخاص بالأقلية، مثلها في ذلك مثل الرسم والموسيقى والنحت والمسرح.
ستبقى للإذاعة تقاليدها الأصيلة النابعة من طبيعة الوسيلة التي تقدم من خلالها وهي الميكرفون، ومن طبيعة الأذن التي تتلقى هذا الفن، ولو تأملنا تأملا عميقا دارسا لوجدنا أنها تتفوق على التلفاز أو الفضائيات بصور كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية