العدد 4776
الخميس 11 نوفمبر 2021
banner
الذكرى الأولى للرحيل
الخميس 11 نوفمبر 2021

في مثل هذا اليوم الموافق 11 نوفمبر من العام الماضي 2020، خيم الحزن على وجه البحرين بأسرها عندما فقدت باني نهضتها الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)، صاحب البصمات الحاضرة في كل إنجاز بحريني، والإنجازات الخالدة التي ستظل محفورة في تاريخ مملكة البحرين ومسجلة في صفحات من ذهب، لتؤكد أن سموه رحل جسدا، لكنه سيظل باقيًا بمواقفه وإنسانيته وإنجازاته.
الفقد لم يكن للبحرين وحدها، بل كان لكل دول الخليج العربية والدول العربية والعالم أجمع، فهذا الابن البار الذي فقدته البحرين كانت له مواقف تعدت المحيط البحريني وكانت تدعو للسلام والوحدة العربية والاتحاد وتضافر جهود دول العالم كافة؛ للسير بها إلى آفاق من الازدهار والرخاء لن يكون بمقدار أي دولة مهما بلغت قوتها وإمكاناتها أن تصل إليه بمفردها، وكان مؤمنا بهذا إلى آخر يوم في عمره، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
فقد ارتبط اسم الأمير الراحل بنهضة البحرين، حيث خاض بكل جسارة وشجاعة وبكل حكمة واقتدار مشروع بناء الدولة الحديثة، وهو مشروع كل دولة، لكن لا يكتب النجاح فيه إلا لأصحاب الإرادة والعزم ولذوي السمات القيادية والصفات الإدارية التي توافرت جميعها في الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، فنجح فيه نجاحا باهرا، منطلقا من مكامن قوة البحرين الأساسية التي تتمثل في المواطن البحريني، الذي كانت له العناية القصوى والاهتمام الأكبر في أولويات الأمير الراحل، حيث كان ينظر إليه على أنه أداة تنفيذ وإنجاح هذا المشروع لبناء دولة عصرية وإحداث تنمية شاملة كما أنه الغاية من كل ذلك، وتحقق له ما أراد بما تم إنجازه من خطوات عملاقة في كل ميادين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية، فكان بحق رائدا من رواد التنمية الشاملة والمستدامة.
وما زلت أذكر مقولة للأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، عن سمو الأمير رحمه الله في إحدى مناسبات تكريمه عندما قال “قليلة هي الشخصيات العربية التي خاضت معترك التنمية والتحديث مثلما فعل الأمير خليفة بن سلمان، وقليلة هي القيادات التي أدركت منذ وقت مبكر أن معركتنا كعرب، هي معركة تنمية وعمران وبناء في المقام الأول، تنمية البلدان وبناء الإنسان، تنمية بالناس ومن أجل الناس.. لقد أصبحت مملكة البحرين وهي دولة صغيرة الموارد، مركزا ماليا وتجاريا في محيطها يشار إليها بالبنان ويقصدها المستثمرون من الشرق والغرب”.
لقد نال سموه رحمه الله أرفع الجوائز والأوسمة والدروع والتكريمات؛ لتشهد على تاريخ طويل في خدمة مملكة البحرين، بل وفي خدمة الإنسانية جمعاء وفي السعي بكل جد وإخلاص؛ لتحقيق تطلعات الشعوب وإرساء السلام وترسيخ التعايش في جميع أرجاء الأرض.
فإذا كان العالم يهفو ويتطلع لعالم يسود فيه السلام ويرفرف في كل جنباته وينتشل الشعوب من ويلات الحروب والصراعات والأزمات، فقد كان الأمير الراحل داعمًا محوريّا لجهود السلام والأمن الإقليمي والعالمي، وشخصية عالمية مؤثرة في تعزيز السلام ودعم العلاقات الإنسانية بين مختلف الشعوب.
فرحم الله الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته؛ جزاء ما قدم لوطنه وأمته والعالم بأسره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .