العدد 4732
الثلاثاء 28 سبتمبر 2021
banner
مشكلات الإرث بين الأهل... التقاتل حول ينابيع المال
الثلاثاء 28 سبتمبر 2021

راعى التشريع الإسلامي ضعف النفس البشرية أمام المال وفتنته وسيطرته، فنظم الكسب ومصادره، ونظم العلاقة في هذا السبيل تنظيما دقيقا، ووضع لذلك الضوابط والأسس والأحكام التي تحكم التعامل بين الناس وبعضهم البعض، وبين الناس والدولة، ورغم ذلك هناك ظاهرة في مجتمعنا لا نستطيع التنبؤ بحدوثها أو عدم حدوثها، لكنها موجودة وبطبقات وفئات مختلفة، وهي “مشكلات الإرث بين الإخوة أو في العائلة كلها”، فالبعض يرحب بمثل هذه المشكلات بعد وفاة الأب أو الأم، ويرى أنها ستقوده إلى الصدارة والثراء حتى لو خسر إخوانه وأهله القريبين والبعيدين، وكثيرة هي القصص التي تتحدث عن الخلافات والتطاحن والتقاتل حول ينابيع المال وانعدام الثقة المتبادلة في البيت الواحد.
ومن بين تلك القصص.. هناك امرأة كانت تستفيد من معاش والدها المتوفى، والذي كان يدخل إلى حساب الأم، وبعد وفاة الأم تحول نصيبها كما هو متعارف عليه إلى المرأة وهي مطلقة، وبعد مدة قصيرة فقط، اشتعلت في الهشيم نار مطالبة “ابنة شقيقتها” بنصيب من معاش جدها، وهي في الوقت نفسه تستلم معاش والدها المتوفى، لكن الغريب الذي جعل الصرخة كعلم خفاق والوجوه تتكسر مثل المرايا، هو أن ابنة الأخت كانت قبل وفاة والدتها “شقيقة تلك المرأة وخالتها” وجدتها أيضا، في علاقة “ولا أروع” مع خالتها، وتحيطها بالاحترام وكلمات الربيع، لكن هذا الباب أغلق إلى الأبد وتحولت بين عشية وضحاها إلى ظلال حجرية، وأخذت في مضايقة خالتها، وتريد تسجيل كل شيء لصالحها، بمعنى أنها تخلت عن أوسمة محبة واحترام الأهل والأقرباء بسبب المال.
ميزان العدالة لا يخطئ أبدا، فكل من له نصيب سيأخذه، لكننا نتساءل.. كيف يصل حال بعض الناس إلى هذا المستوى، شقيق يحارب شقيقه، وأخت تسعى لجر شقيقها إلى العالم السفلي المفزع، وعم يقاطع أبناء شقيقه ويتمنى قذفهم في الجحيم، غير طاحونة الوقوف في المحاكم والطرد من البيوت والعقوق والخصام، وكأن هناك من يريد إلغاء مصطلح العائلة وتحويله إلى عملة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية