+A
A-

لاستقطاع 1 % من أرباح الشركات لصالح الأعمال الإنسانية

“الملكية”‭ ‬بنت‭ ‬14‭ ‬مدرسة‭ ‬و‭ ‬7‭ ‬مراكز‭ ‬صحية‭ ‬للمحتاجين‭ ‬في‭ ‬الخارج

الشركات‭ ‬تبرعت‭ ‬لـ‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬بـ‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬

إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬لعلاج‭ ‬الأوبئة‭ ‬ومركز‭ ‬أبحاث‭ ‬من‭ ‬تبرعات‭ ‬“فينا‭ ‬خير”

 

أكد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬أهمية‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والإنساني‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬وأثرها‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسة‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭.‬

وقال‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬“البلاد”‭ ‬حول‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للشركات‭ ‬إن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬عندما‭ ‬يساهمون‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬والأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فإنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بالفخر‭ ‬والراحة‭ ‬النفسية‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬بأنهم‭ ‬يؤدون‭ ‬أعمالاً‭ ‬إنسانية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬إسعاد‭ ‬المحتاجين‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمع،‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ويعود‭ ‬بالنفع‭ ‬عليها،‭ ‬فتكسب‭ ‬ولاء‭ ‬وحب‭ ‬الموظفين‭ ‬والعملاء‭ ‬عندما‭ ‬يرون‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تهدف‭ ‬للربح‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬لها‭ ‬إسهامات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬ودعم‭ ‬المحتاجين،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬بمثابة‭ ‬إعلان‭ ‬ودعاية‭ ‬للشركة‭ ‬وفائدة‭ ‬كبيرة‭ ‬تعزز‭ ‬سمعتها‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬مما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬زيادة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬ومنتجاتها‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬نشاهد‭ ‬بصمتها‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإن‭ ‬شركة‭ ‬الخليج‭ ‬لصناعة‭ ‬البتروكيماويات‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬سلامة‭ ‬أعمالها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬مزرعة‭ ‬للأسماك‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬للبلاد،‭ ‬وكذلك‭ ‬محمية‭ ‬الطيور‭ ‬والحديقة‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬دليل‭ ‬ساطع‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬عملها‭ ‬ومناسبته‭ ‬للبيئة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالرياضة‭ ‬وصحة‭ ‬العاملين،‭ ‬ومنحهم‭ ‬الفرصة‭ ‬والوقت‭ ‬في‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬المجتمعية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الشركة‭ ‬مثالاً‭ ‬يقتدى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والاهتمام‭ ‬بموظفيها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬فيه،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬البحرينية‭ ‬العريقة‭ ‬الأخرى‭.‬

وأوضح‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬أن‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬بموضوع‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للشركات‭ ‬يعتبر‭ ‬جديدا‭ ‬نسبياً‭ ‬والكتب‭ ‬الموضوعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬قليلة‭ ‬جداً‭ ‬ونادرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬اهتمام‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للشركات‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عاماً،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الشركات‭ ‬تنشر‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تولية‭ ‬موظفيها‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬تشترك‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬شراكات‭ ‬عالمية‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬المعنية‭ ‬بالسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬والبيئة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬نجاح‭ ‬المؤسسات‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬فقط‭ ‬بنسبة‭ ‬الربح‭ ‬الذي‭ ‬تجنيه‭ ‬جراء‭ ‬أعمالها‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية،‭ ‬وإنما‭ ‬يقاس‭ ‬أيضاً‭ ‬بمدى‭ ‬اهتمامها‭ ‬بصحة‭ ‬وسلامة‭ ‬وتدريب‭ ‬موظفيها‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬هي‭ ‬فيه‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بها‭.‬

وأكد‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬أن‭ ‬جذور‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬مغروسة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف‭ ‬الذي‭ ‬خلد‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬“مَّثَلُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يُنفِقُونَ‭ ‬أَمْوَالَهُمْ‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬كَمَثَلِ‭ ‬حَبَّةٍ‭ ‬أَنبَتَتْ‭ ‬سَبْعَ‭ ‬سَنَابِلَ‭ ‬فِي‭ ‬كُلِّ‭ ‬سُنبُلَةٍ‭ ‬مِّائَةُ‭ ‬حَبَّةٍ‭ ‬ۗ‭ ‬وَاللَّهُ‭ ‬يُضَاعِفُ‭ ‬لِمَن‭ ‬يَشَاءُ‭ ‬ۗ‭ ‬وَاللَّهُ‭ ‬وَاسِعٌ‭ ‬عَلِيمٌ”‭. ‬وكذلك‭ ‬تخليد‭ ‬العمل‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬صاحبه‭ ‬صغيراً‭ ‬وبسيطاً‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬“فَمَنْ‭ ‬يَعْمَلْ‭ ‬مِثْقَالَ‭ ‬ذَرَّةٍ‭ ‬خَيْرًا‭ ‬يَرَه”‭. ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬الذرة،‭ ‬ولكنها‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لها‭ ‬قيمة‭ ‬يجزى‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬إذا‭ ‬عمل‭ ‬عملاً‭ ‬بحجمها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬بسيطاً‭ ‬كالابتسامة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أخيك‭ ‬أو‭ ‬إزاحة‭ ‬حجر‭ ‬أو‭ ‬أذى‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭.‬

وهذا‭ ‬المبدأ‭ ‬ترجمه‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقيادة‭ ‬الشابة‭ ‬والطموحة‭ ‬لممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬وإدارة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬لتقدم‭ ‬الخدمة‭ ‬المتميزة‭ ‬للمحتاجين‭ ‬من‭ ‬الأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬بأسلوب‭ ‬إداري‭ ‬حديث‭ ‬منظم‭ ‬يضع‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياته‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬كرامة‭ ‬المحتاجين،‭ ‬فهي‭ ‬مبادرة‭ ‬قمة‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬والرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والحكيمة،‭ ‬فلجلالة‭ ‬الملك‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬والتقدير‭ ‬والأجر‭ ‬الجزيل‭ ‬من‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬14‭ ‬مدرسة‭ ‬و7‭ ‬مراكز‭ ‬صحية‭ ‬للمحتاجين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬الأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالجانب‭ ‬الصحي‭ ‬والتعليمي‭ ‬لهم‭ ‬وإنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬استثمارية‭ ‬وتنموية‭ ‬تضمن‭ ‬استمرار‭ ‬خدمتهم‭ ‬ومستقبلهم‭.‬

وأوضح‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬بأن‭ ‬للشركات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬الشراكات‭ ‬المجتمعية‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬دورهم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬حملة‭ ‬“فينا‭ ‬خير‭ ‬“‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الشركات‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬جمع‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬وفي‭ ‬ظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬صعبة‭ ‬جراء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬العالم،‭ ‬فأثبتت‭ ‬حملة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬المباركة‭ ‬تلاحم‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وأدوارهم‭ ‬الوطنية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬البحرين،‭ ‬فكان‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الملحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أن‭ ‬أمر‭ ‬بإنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬“مختبر‭ ‬ومركز‭ ‬أبحاث‭ ‬فينا‭ ‬خير‭ ‬للأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬والوبائيات”‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬بتبرعات‭ ‬حمaلة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭.‬

وأثنى‭ ‬مصطفى‭ ‬السيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬المجتمعية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استقطاع‭ ‬نسبة‭ ‬1‭ % ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬الشركات‭ ‬لصالح‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭.‬