+A
A-

فخرو: لتنظيم المسؤولية الاجتماعية للشركات دون فرضها بقانون

لا‭ ‬جهات‭ ‬تقيس‭ ‬مشاركات‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬

الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الشركات‭ ‬المساهمة‭ ‬والمستثمرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعها

 

قال‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الشريك‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ (‬كي‭ ‬بي‭ ‬إم‭ ‬جي‭ - ‬البحرين‭)‬،‭ ‬جمال‭ ‬فخرو،‭  ‬يجب‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬محدد‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬تعريفات‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬منها‭ ‬تعريف‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬اعتبرتها‭ ‬مسؤولية‭ ‬المنظمة‭ ‬أمام‭ ‬تأثيرات‭ ‬نشاطها‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬وللقيام‭ ‬بهذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬ينبغي‭ ‬للمنظمة‭ ‬احترام‭ ‬القوانين،‭ ‬والقواعد‭ ‬التنظيمية‭ ‬والمعاهدات‭ ‬التي‭ ‬أبرمتها‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف،‭ ‬وحتى‭ ‬تؤدي‭ ‬المؤسسة‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬شراكات‭ ‬محدودة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬وتحديد‭ ‬المسار‭ ‬الموجه‭ ‬نحو‭ ‬إدراج‭ ‬اهتمامات‭ ‬المنظمة‭ ‬للمسائل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمستهلك‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أنشطتها‭ ‬التشغيلية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬وضعها‭ ‬إستراتيجيتها‭. ‬

وأضاف‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للشركات‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الآيزو‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عرفتها‭ ‬بأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمؤسسة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬تجاه‭ ‬تأثير‭ ‬القرارات‭ ‬والأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والمجتمع‭ ‬والتي‭ ‬تنعكس‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬خلقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الصحة‭ ‬ورفاهية‭ ‬المجتمع،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬ما‭ ‬تتوقعه‭ ‬المجموعات‭ ‬الضاغطة‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬وجعلها‭ ‬ضمن‭ ‬ثقافة‭ ‬المنظمة‭ ‬وعلاقاتها‭. ‬

وأشار‭ ‬فخرو‭ ‬إلى‭ ‬تعريف‭ ‬المجلس‭ ‬العالمي‭ ‬للأعمال؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الذي‭ ‬عرفها‭ ‬بأنها‭ ‬التزام‭ ‬مؤسسات‭ ‬الأعمال‭ ‬المتواصل‭ ‬بالسلوك‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬وأسرها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمجتمع‭ ‬عامة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عرفها‭ ‬المنتدى‭ ‬الدولي‭ ‬لقادة‭ ‬الأعمال‭ ‬بأنها‭ ‬ممارسات‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬المتسمة‭ ‬بالانفتاح‭ ‬والشفافية‭ ‬والقائمة‭ ‬عـلى‭ ‬مبادئ‭ ‬أخلاقية‭ ‬واحترام‭ ‬الموظفين‭ ‬والمجتمع‭ ‬والبيئة،‭ ‬وصُمِّمت‭ ‬تلك‭ ‬المسؤولية‭ ‬لإتاحة‭ ‬قيمة‭ ‬مستدامة‭ ‬للمجتمع‭ ‬عامة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المساهمين،‭ ‬كما‭ ‬عرفتها‭ ‬الغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬الدولية‭ ‬بأنها‭ ‬التزام‭ ‬مؤسسات‭ ‬الأعمال‭ ‬الطوعي‭ ‬بإدارة‭ ‬أنشطتها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مسؤول‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتفق‭ ‬بأن‭ ‬لكل‭ ‬مجتمع‭ ‬ولكل‭ ‬دولة‭ ‬رأي‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ركزنا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستدامة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬وجانب‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحقوق‭ ‬العاملين،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توجها‭ ‬للمؤسسات‭ ‬بالتبرع‭ ‬والدعم‭. ‬أما‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬فهو‭ ‬مختلف‭ ‬ويعني‭ ‬المشاركة‭ ‬التامة‭ ‬وتحمل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عبء‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتنميتها‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬العمالة‭ ‬بأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬واستثمار‭ ‬محلي‭ ‬وله‭ ‬مردود،‭ ‬موضحا‭ ‬“للأسف‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬جهات‭ ‬تقيس‭ ‬مشاركات‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لقياس‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬والمردود‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التبرعات،‭ ‬قد‭ ‬تقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية”‭.‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬أجهزة‭ ‬القياس‭ ‬عموما،‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬قياس‭ ‬تأثيرها‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬كما‭ ‬نفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الآخرين‭ ‬وتوجيه‭ ‬أموال‭ ‬تبرعاتهم‭ ‬إلى‭ ‬الوجهة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬توظيف‭ ‬البحريني‭ ‬ودفع‭ ‬رواتب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أماكن‭ ‬الحاجة،‭ ‬وهي‭ ‬التوظيف‭ ‬والتدريب‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والبيئة،‭ ‬وهي‭ ‬الأوجه‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬التوسع‭ ‬فيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

ودعا‭ ‬فخرو‭ ‬إلى‭ ‬تضمين‭ ‬تحقيق‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ضمن‭ ‬مقاييس‭ ‬الأفضلية‭ ‬والنظر‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬للشركات‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وأن‭ ‬تمنحها‭ ‬الدولة‭ ‬الأفضلية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬البحرنة‭ ‬وإعطاء‭ ‬الشركات‭ ‬الملتزمة‭ ‬بالأفضلية‭ ‬وترسية‭ ‬المناقصات،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يضع‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬الشركات؛‭ ‬لأن‭ ‬تعلن‭ ‬بشفافية‭ ‬ووضوح‭ ‬برامجها‭ ‬وأهدافها‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬وتستثمر‭ ‬في‭ ‬مجتمعها‭.‬

وختاما،‭ ‬أيد‭ ‬فخرو‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬للمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬الشركات،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التشريعات‭ ‬القانونية،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إلزام‭ ‬الشركات‭ ‬بالإفصاح‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬والبرامج‭ ‬والخطط‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭.‬