بعد طول انتظار فتحت الأبواب على مصراعيها للثقافة والفنون والإبداع والتمثيل والرقص والموسيقى والغناء، وكأن الثقافة بعثت من جديد بعد أزمة كورونا التي فرضت علينا واقعا صعبا ذبلت فيه الأزهار وانحرمنا من متعة العمل الثقافي الفسيح، لكن شعب البحرين شكل فلسفة جديدة من خلال التزامه بالتعليمات والإجراءات الاحترازية، وأثبت قدرته ونجح في الاختبار بتفوق، كيف لا ومنذ أمد بعيد وعيونه على الثقافة بوصفها عاملا فعالا ورئيسيا في تطور المجتمع.
بداية الطريق كانت مع مسرحية “جوكرز” التي قدمها مسرح جلجامش لمدة أربعة أيام على صالة البحرين الثقافية، ونقلت لنا المشاعر والأحاسيس المختلفة للجمهور المتعطش لعودته للصالة ومتابعته الأعمال الفنية المختلفة بمفاهيمها الجديدة من ناحية البناء الدرامي والتفسيرات الموضوعية من ناحية الشكل والمضمون، ومطلع أكتوبر القادم سينطلق مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته الثلاثين، ودائما يكون هذا الحدث محط أنظار العالم من أقصاه إلى أقصاه، ولعل المميز في هذه الدورة هو حفل “تحية إلى الراحل سلمان زيمان” الذي ستحييه فرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو زياد زيمان وتنظمه الهيئة تكريما لمشوار هذا الفنان العظيم الذي شحبت الزهور لرحيله، كما أخذت مياه بحيرات الندوات والفعاليات الفسيحة لمختلف القطاعات الثقافية تتمدد وتزحف نحو القمة كما في السابق.
وبما أن موسم المهرجانات المسرحية العربية قد بدأ فعليا، نتمنى أن تقوم هيئة الثقافة بدعم ومساعدة الفرق الأهلية المسرحية المشاركة في المهرجانات بأعمال ضمن المسابقة الرسمية، لأن بعض المهرجانات العربية توفر الإقامة والإعاشة والتنقلات فقط، وتترك مصاريف تذاكر السفر للفرقة المسرحية، وفي تحليل سريع سيكون من الصعب على الفرقة توفير مبلغ التذاكر، فأقل وفد يتكون من عشرة أشخاص، وهذه من العقبات والمشاكل التي تعاني منها بعض الفرق المسرحية الأهلية التي امتحنت قوتها على المستوى العربي ونجحت في تحقيق الجوائز، وما علينا إلا أن نعمل على تذليل هذه العقبات.