تعمل الدول المتقدمة والناشئة على استخدام طرق ابتكارية لتطوير مُدُنها وخدماتها المقدمة لسكانها وسائحيها؛ لذا أقدمت العديد من المدن على تسخير تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء للارتقاء بحياة السكان وتيسيرها وجعلها أكثر ملاءمة للسكن والعمل. كما أن سوق تكنولوجيا المدن الذكية نما بشكل كبير، حيث أفصح تقرير شركة أبحاث السوق Navigant Research أن الإيرادات السنوية لسوق تكنولوجيا المدن الذكية بالعالم سيصعد من 97.4 مليار دولار في 2019 إلى 263 مليار دولار في 2028.

ومن نماذج المدن المسخِّرة للطرق المبتكَرة

- مدينة برشلونة: سخّرت البيانات الضخمة التي تُجمع من وسائل المرور باختلافها لتصميم شبكة حافلات متطوّرة وكفوءة، واستخدمت تقنية المركبات الذكية لإدارة حركة المرور بمطار  El Prat فتم التحكّم في الحركة المرورية ومناطق الوقوف القصير بمحطات المغادرة ومناطق حجز سيارات الأجرة.

- مدينة أمستردام: تتميز بكثرة قنواتها المائية وجسورها وامتلاكها أول جسر صلب في العالم صُنع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لقناة Oudezijds Achterburgwal، فقد تم تطوير روبوت متّصل بالجسر مع أجهزة استشعار مبتكرة تُرسل البيانات عبر خدمة حوسبة سحابية لتحليل حركة المرور فوق الجسر والسلامة الهيكلية وتحديد العوامل البيئية كجودة الهواء ودرجة الحرارة وإرسال تنبيهات للجسر لإجراء صيانة.

- مدينة سان فرانسيسكو: مدينة كبيرة بها شبكة طرق مخصصة للتنقل بالدراجات وبنى تحتية متنوعة كمسارات للدراجات ومساحات لركن الدراجات وطرق مشتركة ومسارات متعددة الاستخدامات وخرائط لمسارات الدراجات. ولتطوير ذلك تستخدم المدينة شاشات ذكية لمراقبة بيانات الدراجات، حيث تُقيّم سنويًا ونتيجة لذلك أُضيفت 10 أميال إلى شبكة طرق الدراجات وطورت 30 تقاطعًا جديدًا.

- مدينة سيول: اهتمّت المدينة بإدارة النفايات، فعملت على تطوير حلول ذكية شاملة لإدارة النفايات بتسخير برنامج يعتمد الحوسبة السحابية ويتصل بمستشعرات وتقنيات مصممة للحاويات الذكية كصناديق ضغط النفايات بالطاقة الشمسية، وأجهزة استشعار مستوى التعبئة بالموجات فوق الصوتية، ومنصة بيانات تجمع بيانات الصناديق، ومنصة لتحسين طرق التجميع باستخدام خوارزميات التعلُّم الآلي.

هذه الحلول حسّنت آليات جمع النفايات ووفّرت تحليلات تنبؤية لاتخاذ القرار بوقت مبكر وقللت التكاليف.

- مدينة كوبنهاغن: عملت على تحسين شبكة إمدادات الطاقة الخاصة بها التي تعتمد على عملاء شركات المرافق لقراءات شهرية - غير دقيقة - للعدادات. ولمعالجة المشكلة، أنشأت الشركة شبكة اتصال عبر البلدية ثم ثبتت أجهزة استشعار في خطوط الإمداد لقياس الاستخدام من نقطة الإنتاج للمحطة الفرعية ثم إلى العميل.

- مدينة بروكسل: بها خدمات نقل تصل لـ 4 خطوط قطارات و17 خط ترام و50 خط حافلات، فتم تسخير البيانات الضخمة لتلك الشبكة للتحكم بها وتطويرها، مما عزّز كفاءة عمليات الصيانة الوقائية للمركبات وزاد شفافية استخدام المال العام ولبّى احتياجات المسافرين المعاقين وقلل مستوى التلوث البيئي.

- مدينة ذا لاين: بمنطقة نيوم بالسعودية، هي مدينة ذكية بطول 170 كيلومتراً خالية تماماً من الكربون بلا سيارات ولا شوارع، ويمكن الوصول لجميع الخدمات في 5 دقائق سيرا على الأقدام، وستعتمد على الطاقة المتجددة، وتتكون المدينة من ثلاث طبقات، واحدة على السطح مخصصة للمشاة، وثانية تحت الأرض للبنية التحتية، وثالثة تحتها للنقل، بها نظام سكك حديدية سريعة للانتقال من جانب إلى آخر بالمدينة في 20 دقيقة، وسيقوم الذكاء الاصطناعي بمراقبة المدينة وتسخير البيانات الضخمة لتحسين الحياة اليومية للقاطنين.