بات الذكاء الاصطناعي جزءا من حياة المجتمعات وتوغل في أساسيات الحياة وكمالياتها حتى بلغ قطاع الرياضة التي لا يخلو منها مجتمع، بل إنها تشكـل رافدًا من روافد الاقتصاد في دول عديدة. فقد اخترقت تقنيات الذكاء الاصطناعي عدة ألعاب رياضية وأصبحت تساهم في تطويرها، فعلى سبيل الذكر، لعبت هذه التقنية دورًا بارزًا في في حسم العديد من الجوانب في لعبة “كرة القدم” بل غدت عاملًا مؤثرًا في دوريات وبطولات كرة القدم الإقليمية والعالمية. فتقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة مكنت أطراف اللعبة من إدارة المباريات والتعاطي معها بثقة أكبر وأساليب أدق، فمثلا:

قرار تحديد عبور الكرة بكامل محيطها خط الملعب أو خط المرمى مهما يكن موقع الحكام بداخل الملعب، فتـقنيـة Goal Line المطوَرة من قبَل شركة Hawk-Ey أصبحت أكثر ذكاء بتكاملها مع تقنية Goal Decision System التي أضفت دقة لتلك العملية. وهناك تقنية أخرى طورتها شركة Cairos Technology بالتحالف مع شركة Adidas وهي كرة خاصة تدمج بها شريحة صغيرة تتواصل مع تمديدات كهربائية حول المرمى وحول خطوط الملعب لتتمكن الكرة من تحديد تجاوز الكرة من عدمه لتلك الخطوط بكامل محيطها.

الاعتماد على تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) المعتَـمَدة رسميًا في لعبة كرة القدم التي أصبحت أكثر ذكاء باعتمادهما حاليًا على الذكاء الاصطناعي الذي منحها كفاءة أعلى وسرعة أكبر.

أقدمت بعض النوادي العالمية لكرة القدم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم منافسيها بشكل أفضل،ومنها النادي الإنجليزي Leatherhead FC الذي تحالف مع شركة IBM والنادي الإسباني برشلونة الذي تحالف مع شركة Pixellot لاستخدام تقنيات متطورة لفحص تقارير المباريات وجمع المعلومات وتحليل الفرق المنافسة والاستفادة منها قبل المباريات لرسم استراتيجيات اللعب ووضع التكتيكات واختيار اللاعبين الأنسب لكل مباراة دون محاباة، فصار بمثابة “المدرب الافتراضي”.

الحذاء الذكي الذي أطلق بتحالف Google و Adidas و EA Sport لتصنيع حذاء ذكي يتصل بالهاتف الذي يمكنه من تتبع مهارات اللاعب وتحويل ركلاته وحركاته إلى مكافآت في لعبة FIFA Mobile، إذ يتم تشغيل الحذاء الذكي بتقنية Google القابلة للارتداء (Jacquard). ويسمى هذا المنتج Adidas GMR لوضعه في حذاء اللاعب بقدمه الأساسية مع قطعة وهمية في حذاء قدمه الثانية.  تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر خوارزميات التعلم الآلي المطور من شركة Olocip ستمكن إداريو الفرق من تقليل الإصابات في الملعب من خلال تحليل البيانات التي تعكس مستوى الجهد الذي بذله اللاعبين لتسهيل قرارات استمرارهم أو مغادرتهم أرضية الملعب وإشراك بدلائهم. وسوف يرتقي الذكاء الاصطناعي لتحسين قدرة التقنيات في ضبط حالات تسلل اللاعبين، فهناك نظام تسلل شبه آلي من الـ FIFA ويعمل على دمج مهام تتبع اللاعبين عوضًا عن استخدام نقطة واحدة لكل لاعب، فالنظام المستهدف يتتبـع نطاق يصل لـ 15 و 20 نقطة لكل لاعب.

وأخيرًا، تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تستخدم لقياس تأثير الاصطدام على رأس اللاعب إنتعرض لضربات رأس تحتم عليه مغادرة الملعب لفترة محددة. فقد استخدمت هذه التقنية في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركي، إذ تتضمن أنظمة التتبع الإلكترونية (EPTS)لمراقبة أداء اللاعب وتتبعه وتحليله عبر جهاز ذكي يوضع بين عظام الكتف يثـبـت بسـترة ليقيس المسافة التي قطعها اللاعب، ومساحات الملعب التي يقضي فيها معظم وقته، ومعدل ضربات قلبه وما شاكل.