العدد 4705
الأربعاء 01 سبتمبر 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
العراق بين العرب وإيران!
الأربعاء 01 سبتمبر 2021

هناك خطأ فادح في عنوان هذا المقال! فالعراق بلد عربي عريق ولا ينبغي أبدًا أن يوضع في معادلة من هذا النوع، فالعراق عربي وسيظل عربيًّا، وإن كان لا بأس في أن يلعب العراق دور الوسيط بين العرب وإيران، على أن يُعبِرَ عن المصالح العربية والرؤية العربية لجوار آمن وتعاون استراتيجي بين الجانبين.

من هنا تأتي أهمية مؤتمر الشراكة الذي عُقد مؤخرًا في العاصمة العراقية بغداد، وفي رأيي أن هذا المؤتمر فرصة تاريخية إن أحسن العرب استثمار نتائجه لصالحهم لكي يكون العراق ساحة توازن واستقرار للمنطقة بأسرها، كما سيساعد هذا المؤتمر على استقرار العراق على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وليس بخافٍ خطورة الهيمنة الإيرانية على العراق، وما كان ينبغي للعرب أن يتركوا اليد الإيرانية تتغول وتتغلغل في هذا البلد العربي إلى هذا الحد، ولكن من حسن الحظ أن العراقيين أنفسهم باتوا يدركون جيدًا مدى خطورة تأرجح بلدهم فوق نيران الطائفية المقيتة التي يؤجِّجها البعض، وتتطاير منها ألسنة اللهب مهددة بإحراق الجميع!

ولعل ما يدل على تزايد وعي العراقيين بحقيقة انتمائهم العربي وأنهم جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأمة، وإدراكهم وضعهم الجغرافي أنهم دعوا دول الخليج العربية إلى حضور المؤتمر.

لقد انبعثت آمال عريضة في الشارع العربي بحلحلة الأمور، وانفراج الأزمات العالقة في المنطقة، وزاد من جرعة الأمل انعقاد القمة المصرية العراقية الأردنية، وتأكيد المملكة العربية السعودية دعمها اللامحدود لوحدة العراق والحفاظ على أراضيه.

في الحقيقة لقد توجَّهت أنظار العرب صوب العاصمة العراقية بغداد وسط رغبات حقيقية صادقة في أن يتم استثمار المؤتمر في حل الموضوعات الخلافية الشائكة، كما كان المؤتمر فرصة مواتية للتأكيد على أهمية العمل العربي المشترك، والتعاون الاقتصادي في مختلف المجالات لتحقيق الرفاهية والحياة الجيدة للإنسان العربي في كل مكان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية