العدد 4698
الأربعاء 25 أغسطس 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
لماذا تتزايد معدلات الجريمة في عالمنا العربي؟!
الأربعاء 25 أغسطس 2021

دهس.. طعن.. حرق.. قتل وتمثيل بالجثث! ما الذي حدث في العالم العربي؟! لماذا تزايدت الجرائم إلى هذا الحد؟! والمحزن أنها لم تعد مقتصرة على المجرمين ومتعاطي المخدرات وحسب، بل تُرتكب الجرائم المروعة داخل الأسرة الواحدة، فأين البر والتراحم؟

يؤكد الخبراء أن معدلات الجريمة تتزايد بشكل مخيف في عالمنا العربي، ويدقون نواقيس الخطر لتتنبه الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للتوعية بهذه المشكلة الخطيرة قبل أن تفرز الأوضاع الحالية وحوشًا بشرية أشد قسوة وأكثر فتكًا وخطورة؛ لاسيما أن الجرائم التي تُرتكب في السنوات الأخيرة قد تخطت المألوف، وتخلِّفُ بالفعل لدى الباحثين والمهتمين حالة من الذعر والقلق حيال ما قد تؤول إليه الأمور من دوامة العنف والعنف المضاد بين مختلف الشرائح في المجتمعات العربية، بعد أن بات الغضب والتوتر والشحن النفسي، وانسداد الأفق، والأجواء السلبية تسيطر على الجميع!

ولا نتكلم هنا عن الجرائم المعتادة في أوكار الجريمة، إنما نقصد الجرائم المتوحشة التي انفجرت في معظم أنحاء عالمنا العربي.. فهذه أم ترمي أطفالها في نهر، وتلك تقتل زوجها طعنًا، وهذا يدهس زوجته، وهذه طفلة تُغتَصب ويُقطَّع جسدها... إلخ!

ما الذي جعل الناس في عالمنا العربي أكثر عنفًا ووحشية؟! معلوم أن البطالة، والفقر، والمخدرات من أبرز أسباب ارتفاع معدلات الجريمة، لكن ما الذي يُنتج أشخاصًا كارهين للمجتمع بهذه البشاعة والقسوة؟!

من يتابع الدراما العربية ويشاهد كم العنف والقسوة والأنانية في الأفلام والمسلسلات فضلا عن الدعوة إلى الشذوذ وإشباع الغرائز بأي شكل، وتعزيز الروح العدوانية لدى المشاهدين يدرك أن النتيجة الطبيعية لكل هذا الشحن هو إنتاج أشخاص أنانيين كارهين للمجتمع، لا يفكرون إلا في إشباع غرائزهم ونزواتهم ولو على حساب أقرب الناس إليهم. للأسف فإننا ربما في معرض مواجهتنا للتطرف قمنا بتهميش القيم والأخلاق، والتضييق على التدين الصحيح، والنتيجة هي أننا أطلقنا وحوش الأنانية بداخلنا لتنهش أقرب الناس إلينا دون وازع من خلق أو ضمير!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية