+A
A-

جلال المير... مسيرة تحاكي ازدهار التجارة بالبحرين

في‭ ‬العام‭ ‬1952‭ ‬أسس‭ ‬جلال‭ ‬المير‭ ‬وابن‭ ‬عمه‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬المير،‭ ‬شراكة‭ ‬تجارية‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬وتوزيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬المجاورة‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الهند‭. ‬توسعت‭ ‬شراكة‭ ‬المير‭ ‬في‭ ‬أنشطتها‭ ‬بالبحرين‭ ‬لتشمل‭ ‬استيراد‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأدوات‭ ‬الصحية‭ ‬والبلاط،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬مكتب‭ ‬وصالة‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭.‬

وفي‭ ‬السبعينات‭ ‬أدى‭ ‬الارتفاع‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬ازدهار‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬ومعدات‭ ‬البناء‭. ‬واغتنامًا‭ ‬لهذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬دخلت‭ ‬“المير”‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬أعمال‭ ‬جديد‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬متجر‭ ‬مواد‭ ‬البناء،‭ ‬والذي‭ ‬قدم‭ ‬أيضًا‭ ‬خدمات‭ ‬مقاولات‭ ‬البناء‭ ‬والسباكة‭.‬

سافر‭ ‬جلال‭ ‬المير‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬والهند‭ ‬والصين‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لتأمين‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوكالات،‭ ‬وشملت‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬الصحية،‭ ‬وخلاطات‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتجهيزات‭ ‬مطبخ‭ ‬من‭ ‬اسكتلندا‭ ‬وغيرها‭.‬

وفي‭ ‬1982‭ ‬وبعد‭ ‬وفاة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬المير،‭ ‬قام‭ ‬الشريك،‭ ‬جلال‭ ‬المير،‭ ‬بتغيير‭ ‬حالة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬فردية‭ ‬باسم‭ ‬مؤسسة‭ ‬المير‭ ‬التجارية،‭ ‬وبعدها‭ ‬بعامين‭ ‬افتتحت‭ ‬الشركة‭ ‬متجرًا‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬لمواكبة‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭. ‬وتم‭ ‬افتتاح‭ ‬متجر‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬المعامير‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬وكان‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بذلك‭ ‬الوقت‭.‬

وفي‭ ‬1984‭ ‬فطِن‭ ‬المير‭ ‬لحاجة‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬والمتوسط‭ ‬لمحلات‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬المجتمعية‭ ‬ذات‭ ‬الموقع‭ ‬الملائم‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬طعامًا‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬وبأسعار‭ ‬معقولة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬أول‭ ‬سوق‭ ‬لـ‭ ‬”المنتزه”‭. ‬عكس‭ ‬تبني‭ ‬علامة‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭ ‬وهي‭ ‬“المنتزه”‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين،‭ ‬تم‭ ‬توسيع‭ ‬بصمة‭ ‬المنتزه‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البحرين‭.‬

وفي‭ ‬منتصف‭ ‬الثمانيات‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬أول‭ ‬سوق‭ ‬المنتزه،‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬قسم‭ ‬المير‭ ‬بالجملة‭ (‬الآن‭ ‬المير‭ ‬للتوزيع‭) ‬لاستيراد‭ ‬وتجارة‭ ‬الجملة‭ ‬وتوزيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وغير‭ ‬الغذائية‭ ‬لتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭.‬

وفي‭ ‬التسعينات‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬سوق‭ ‬المنتزه‭ ‬بالمحرق،‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬المنتزه‭ ‬للتجارة‭. ‬وكذلك‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬صالة‭ ‬عرض‭ ‬مخصصة‭ ‬بجوار‭ ‬السوبرماركت‭ ‬لبيع‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬الغذائية‭ ‬مثل‭ ‬القرطاسية‭ ‬وأدوات‭ ‬المطبخ‭ ‬والهدايا‭ ‬والأدوات‭ ‬المنزلية‭ ‬الأخرى‭. ‬

وشرعت‭ ‬المير‭ ‬في‭ ‬أتمتة‭ ‬كبرى‭ ‬لأعمالها،‭ ‬إذ‭ ‬تأسست‭ ‬شركة‭ ‬المنتزه‭ ‬للكمبيوتر،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬وكالة‭ ‬لأجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬من‭ ‬أستراليا،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تجميعها‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬علي‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الداخلية‭ ‬لشركة‭ ‬Almeer،‭ ‬قامت‭ ‬شركة‭ ‬المنتزه‭ ‬للكمبيوتر‭ ‬أيضًا‭ ‬بتزويد‭ ‬العملاء‭ ‬الخارجيين‭. ‬وتم‭ ‬إغلاق‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬المير‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أعمالها‭ ‬الأساسية،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬رحيل‭ ‬مؤسس‭ ‬المجموعة‭ ‬جلال‭ ‬المير‭. ‬وتولى‭ ‬أبناء‭ ‬الفقيد‭ ‬الثلاثة‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة،‭ ‬إذ‭ ‬واصلوا‭ ‬مسيرة‭ ‬النجاح‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬والدهم‭ ‬في‭ ‬توسعة‭ ‬وتعزيز‭ ‬أعمال‭ ‬المجموعة‭ ‬وفتح‭ ‬أنشطة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المطاعم‭ ‬والسفريات‭ ‬والتدريب‭ ‬والمقاهي‭ ‬وغيرها‭.‬