أول من قام باستيراد الثلاجات للبحرين
يوسف المؤيد مسيرة نجاح بصماتها راسخة بالاقتصاد الوطني
يعتبر الراحل يوسف خليل المؤيد من وجهاء البحرين ومن كبار الأسماء التجارية، إذ ما يزال اسمه لامعا إلى اليوم من خلال بصامته الواضحة على الاقتصاد الوطني. ولد المؤيد في العام 1918 وهو الابن السادس لعائلة كبيرة، وبدأ نشاطه التجاري منذ أن كان في السادسة من العمر. واصل دراسته في إحدى مدارس المنامة حتى سن الثالثة عشرة ثم تتلمذ على يد أحد المدرسين الخصوصيين الذي قام بتعليمه اللغة الإنجليزية.
وكرجل في مقتبل العمر، بدأ المرحوم السفر بصحبة والده تاجر اللؤلؤ الذي كان يباشر تجارته بين البحرين والهند، ليتعلم منه فنون التجارة ومهارات التفاوض وتحمل مسؤولية تجارة اللآلئ الثمينة.
وإدراكًا من المؤيد لتقلبات الزمن وتغيره، ومع بداية ظهور اللؤلؤ الاصطناعي، أدرك أن تجارة اللؤلؤ قد أصبحت على المحك، ليتحول بعدها إلى التجارة العامة. وفي العام 1940، ومع بداية الحرب العالمية الثانية قام بتأسيس شركة تجارية خاصة به، بفضل الهدية التي تلقاها من والده وكانت عبارة عن مبلغ من المال قدره 2000 روبية هندية (نحو 200 دينار آنذاك)، وقام من خلالها بشراء أول شحنة خاصة به شملت أصباغًا ومعدات وأسلاكًا، ومصابيح كهربائية، وبن وشاي وخشب صندل، قام باستيرادها من الهند ليفتتح أول محل خاص به في شارع التجار.
وخلال فترة وجيزة أصبح المزود الخاص شركة نفط البحرين (بابكو)، فضلًا عن البحرية البريطانية وسلاح الجو الملكي. وفي العام 1946، سافر يوسف إلى الخارج برفقة مجموعة من رجال الأعمال والأصدقاء البحرينيين ممن يتحلون بالحيوية، في رحلة على متن إحدى طائرات امبريال ايرويز البحرية انطلاقًا من القضيبية، إلى مدينة الضباب لندن.
خلال هذه الرحلة تمكن يوسف من الفوز بأولى وكالاته التجارية، بما فيها شركة جنرال إليكتريك ليكون بذلك أول من قام باستيراد الثلاجات إلى البحرين آنذاك.
وتطلعًا إلى المستقبل، كما هي عادته دومًا، باشر يوسف رحلات المبيعات إلى المملكة العربية السعودية.وفي العام 1952، قام بنقل محله إلى مبنى جديد يتكون من 3 طوابق للتجارة والإدارة يقع في باب البحرين. بعد ذلك قرر يوسف وشقيقه عبدالرحمن تطوير الموقع القديم لبيت العائلة السابق على ساحل المنامة، وهي المنطقة التي تعرف الآن باسم شارع الحكومة ليقررا إقامة بناية مكونة من 8 طوابق لتصبح أعلى بناية في المنامة، والانتقال اليها في العام 1966.
انضم فاروق، الابن البكر من بين سبعة أبناء ورئيس مجلس إدارة المجموعة الحالي حاليًا، لوالده في العام 1966 في الثانية والعشرين من عمره بعد تخرجه من الجامعة وحصوله على مؤهل في تخصص الهندسة الميكانيكية، ويباشر فنون التجارة مع والده.
توفي المرحوم يوسف خليل المؤيد في العام 1996 ولكن ذكراه ما زالت عطرة وحية من خلال أنشطته الخيرية المختلفة، إذ ما يزال مركز محمد يوسف المؤيد لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل، الذي أسسه الراحل يلعب دورًا مهمًا في إعادة تأهيل وعلاج مدمني المخدرات. وقد واصل هذا المركز لعب هذا الدور الإنساني النبيل منذ إنشائه. وكما هو شأنه في مجال الأعمال التجارية، لطالما كانت مجموعة يوسف المؤيد في طليعة المهتمين بالأعمال الإنسانية وهي جزء من رسالة المجموعة كمؤسسة وطنية تعمل على المساهمة في تنمية المجتمع البحريني.