+A
A-

علي بن يوسف فخرو... سيرة حافلة بالتجارة

يعد‭ ‬المرحوم‭ ‬الوجيه‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو،‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يناير‭ ‬2008،‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬استمر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭.‬

فاز‭ ‬فخرو‭ ‬بثقة‭ ‬الشارع‭ ‬التجاري‭ ‬لتولي‭ ‬رئاسة‭ ‬الغرفة‭ ‬منذ‭ ‬1989‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2001،‭ ‬ليكون‭ ‬أحد‭ ‬الوجوه‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬التاريخ‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬ماضية‭.‬

ولد‭ ‬المرحوم‭ ‬على‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬1924،‭ ‬إذ‭ ‬نشأ‭ ‬وترعرع‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬تجارية‭ ‬مرموقة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيته‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتجارية‭. ‬درس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬في‭ ‬أربعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسيها،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يلتحق‭ ‬بالمدرسة‭ ‬الغربية،‭ ‬ليستكمل‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

احترف‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو‭ ‬التجارة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬حين‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الأغذية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬فخرو‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬التجار‭ ‬ومن‭ ‬ملاك‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬البضائع‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭. ‬واصل‭ ‬الوجيه‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬فخرو‭ ‬تجارة‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والبصرة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬منه‭ ‬شخصية‭ ‬ذات‭ ‬علاقات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭.‬

كانت‭ ‬السفن‭ ‬تنقل‭ ‬التمور‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ويعاد‭ ‬تحميلها‭ ‬ببضائع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬العدس‭ ‬والطحين‭ ‬والأرز،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬والبصرة‭ ‬جيئة‭ ‬وذهابا،‭ ‬بالسفن‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬حينها‭ ‬بـ‭ ‬“البوم”‭.‬

استهوت‭ ‬فخرو‭ ‬تجارة‭ ‬السيارات،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬والده‭ ‬وكالات‭ ‬سيارات‭ ‬مثل‭ ‬دوج‭ ‬وكرايسلر‭ ‬وهسكن‭ ‬بوكر‭ ‬وغيرها‭. ‬

كانت‭ ‬أول‭ ‬مهمة‭ ‬تجارية‭ ‬للوجيه‭ ‬علي‭ ‬فخرو‭ ‬إلى‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الأربعينات،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بأسطول‭ ‬البوانيش‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬مكتبا‭ ‬تجاريا‭ ‬في‭ ‬الإمارة‭ ‬الخليجية‭ ‬وعاش‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬الخمسينات‭ ‬ليرشح‭ ‬نفسه‭ ‬لعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬ثم‭ ‬لغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ (‬حاليا‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬انتخب‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1952‭.‬

يعود‭ ‬لفخرو‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬دخول‭ ‬جهاز‭ ‬التلفاز‭ ‬وانتشاره‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬وكالة‭ ‬“فليبس”‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

ساهم‭ ‬فخرو‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للسينما‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1966،‭ ‬كما‭ ‬سهم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬لمطاحن‭ ‬الدقيق‭ ‬في‭ ‬1970‭ ‬كما‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركات‭ ‬وعضوا‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬إدارة‭ ‬أخرى‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الشركة‭ ‬البحرينية‭ ‬الكويتية‭ ‬للتأمين‭.‬

ساهم‭ ‬فخرو‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬وتأسيس‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬الخير‭ ‬للجميع،‭ ‬وأنشأ‭ ‬مؤسسة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬فخرو‭ ‬الخيرية‭.‬