العدد 4639
الأحد 27 يونيو 2021
banner
إنجاز “الأهلية”
الأحد 27 يونيو 2021

لم يكن ذلك هو الإنجاز الأول ولن يكون بعون الله الأخير، ذلك الذي حققته الجامعة الأهلية مؤخرًا وفقًا لتصنيف “التايمز” لمؤسسات التعليم العالي. لم يكن اعتلاء الجامعة للمركز الأول في جودة التعليم محليًا وعربيًا والـ 13 عالميًا من بين الجامعات التي دخلت مضمار هذا التصنيف هو خط النهاية في مسيرة جامعة تتطلع دائمًا للأفضل، وتتمنى أن تتبوأ أرقى المنصات العلمية والأكاديمية ليس على مستوى المنطقة فحسب، إنما على المستوى العالمي أيضًا.

المكان والمكانة التي حظيت بها “الأهلية ضمن هذا التصنيف الدولي المعتبر لم يتحقق من فراغ، لكنه جاء إيمانًا من منظومة أكاديمية وإدارية، ومن قبلهما مجلس الإدارة ومجلس الأمناء، بأن التعليم الراقي والبحث العلمي المتقدم وخدمة المجتمع وصولًا إلى الأهداف الـ 17 في مضامير التنمية المستدامة للأمم المتحدة، كل ذلك وأكثر منه جاء كثمرة جهود لمنظومة متكاملة تحاول أن تضع مملكة البحرين في مركزها التنويري المنشود بين شقيقاتها في المنطقة، كما أنه جاء تتويجًا واعترافًا من مؤسسة تصنيف عالمية كبرى بأن من جد وجد، ومن زرع حصد، ومن طلب العلا سهر الليالي، ولا أنكر ولا أدعي فخرًا على فخر بأن ما زرعناه حصدنا ثماره، وما بذلناه من جهد وعرق وسهر الليالي قد حقق الغاية منه، وأن من يحاول ثم يحاول ثم يحاول لابد وأن يتوج بلحظة النجاح المبهجة شاء من شاء وأبى من أبى.

إن مملكتنا الحبيبة البحرين وقيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة وشعبها الوفي يستحقون الأكثر، فما بذلوه، وما سعوا إليه، وما ضحوا من أجله يجعل منظومتنا التعليمية وأفقنا الأكاديمي التنويري على البساط السحري الذي سيصل بنا يومًا إلى منصات التتويج، وإلى المضي قدمًا فوق السجاد الأحمر بعد تحقيق الإنجاز بعد الآخر، وبلوغ الهدف بعد الآخر، واعتلاء القمم واحدة بعد الأخرى.

هذا هو العلم لا حدود للطموح فيه، ولا سقف لاعتلاء هاماته الشاهقة، لذلك لم ولن نكتفي في الجامعة الأهلية بما حققناه خلال 20 سنة من الجهد والعرق والدموع والمثابرة، ولن نكتفي مثلما عاهدنا عليه أبناءنا الطلاب بما حققوه معنا من أحلام على قدر المرحلة، بل إننا نعدهم ونعاهدهم على أن نبذل قصارى جهدنا وأن نضع أيدينا في أيديهم من أجل تخريج أجيال صاعدة أكثر معرفة وقوة وعنفوانًا، وأن نصنع سويًا مستقبلًا زاهرًا لبلادنا، لا يثنينا تحدٍ، ولا تفرملنا جائحة، ولا تعيقنا أحجار عثرة، فكل شيء متوقع، وكل شيء يمكن تجاوزه والتغلب عليه، فقط ما نحتاج إليه هو أن نتفهم جميعًا طبيعة الدور، وفحوى الرسالة المقدسة التي نسعى إلى تحقيقها وإبلاغها إلى كل من يهمه الأمر، وهي أن العلم لا حدود له، والاكتشافات لا سقفًا يعيق نجاعة تفكيرها أو حرية حركتها، فما نمتلكه من إمكانات وما نحصل عليه من تفهم وتفاهم كاملين من الأجهزة الإشرافية وعلى رأسها مجلس التعليم العالي وأمانته العامة يجعلنا أكثر إيمانًا برسالتنا، وأكثر إصرارًا بضرورة وأهمية أن نكون صامدين مثابرين على الدرب، وأن نكون معًا كرفقاء درب، وأصدقاء فكرة، وحلفاء توجه، فجميعنا في السفينة الرائعة للوطن مواطنين مخلصين، وعلماء بارزين، ومجدين مجتهدين، وطلاب علم ومعرفة منذ التكوين وإلى يوم الدين.

فقط كل ما نحتاج إليه هو التعاون الخلاق مع الأجهزة والسلطات الإشرافية، الشراكة من أجل منظومة أكثر تحققًا وتألقًا في المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

ولعل من حسن الطالع أن مجلس التعليم العالي برئاسة وزير التربية القدير الدكتور ماجد بن علي النعيمي، والأمانة العامة للمجلس بإدارة الشيخة رنا آل خليفة الأمين العام للمجلس بالإضافة إلى ذلك اللفيف من الدماء الجديدة المتحررة والقادرة من شأنهم جميعًا أن يقتنصوا معنا أفضل الفرص وأن يضع الجميع أيديهم في أيدي بعضهم البعض من أجل تحقيق شراكة فاعلة بين الجامعات الخاصة ومجلس التعليم العالي، كل طرف بما يمتلكه من إمكانات، وكل طرف بما يحتله من مكانة سواء في قلب منظومة الدولة الفاعلة، أو في إطار التفاصيل الصغيرة والأُطر المعتبرة التي تتشكل منها الجامعات من مجالس إدارات ومجالس أمناء وأجهزة أكاديمية وإدارية وفنية وطلاب، كل هؤلاء يمتلكون من القدرات ما يجعل منظومتنا الأكاديمية في مكانها اللائق بين شقيقاتها في المنطقة، لذلك أنا لا أطيل الفرح والفخر بما حققناه بقدر ما أطيل التمعن فيما تحقق وكيفية الثبات على المستوى إن لم يكن التفوق والإضافة على ما تحقق، وليس ذلك على البحرين أو علينا بكثير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .