العدد 4632
الأحد 20 يونيو 2021
banner
الجائحة ومكارم الأخلاق
الأحد 20 يونيو 2021

هي المكرمة، وهو الواجب، هي المسئولية، وهي الأخلاق الحميدة، تلك التي تحلى بها الوطن خلال الأسابيع القليلة الماضية، الكتف الذي هو بالكتف، واليد التي هي في اليد، والروح المفعمة بالإيمان والتوافق، هو الذي ساعد البحرين مرة أخرى على رأب أصداع الجائحة، كل ذلك وأكثر منه أدى إلى لجم الإصابات من أكثر من ثلاثة آلاف، إلى أقل من 700، هو ذاته الذي فرمل الوفيات ومن هم في “العناية المركزة”.

هي اللجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وهو الدور الذي لعبه الفريق الوطني بمنتهى الكياسة والهدوء والكفاءة، وقبل هذا أو ذاك هي التوجيهات السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه بأن يتم وفورًا تحجيم الجائحة، والبحث عن أرقى آليات الاحتراز والتجنب، ووضع كل الأمور في نصابها الصحيح.

وبالفعل وخلال أقل من أسبوعين مما يسمى بـ “نصف الغلق” تراجعت أعداد الإصابات مما يقارب من الأربعة آلاف إصابة يوميًا إلى أكثر من ستمئة إصابة بقليل، وأعداد الوفيات إلى أقل من عشرة في بعض الأيام وننتظر تراجعها رغم تأرجحها في أيام أخرى.

ورغم أكثر من نصف الإغلاق “70 %” تقريبًا، إلا أن وتيرة الاقتصاد أبت إلا أن تكون تحت السيطرة، وإلا أن تكون في الحدود التي لا تصيب النمو أو النشاط بالأذى، فصدرت الأوامر من ولي العهد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه بتدشين حزمة دعم جديدة من الآن ولمدة ثلاثة أشهر قادمة بقيمة 485 مليون دينار، يعني أكثر من مليار و250 مليون دولار لدعم القطاعات والأنشطة الاقتصادية المتأثرة بنصف الغلق، وتلك التي أصابها الضيم بفعل تمدد وتحور جائحة كورونا.

والمعروف أن الحكومة كانت قد أصدرت في بدء التفشي حزمة داعمة بقيمة أربعة مليارات و300 مليون دينار بحريني، تم صرفها بالكامل على الإجراءات الاحترازية واللقاحات والمسحات الاستكشافية للفيروس اللعين، بالإضافة إلى تحمل رواتب البحرينيين في المؤسسات التي تعاني الأمرين من أثر الجائحة الفادح ومن تداعياتها المتراكمة.

وها نحن اليوم نقف أمام مكرمة جديدة، أمام حزمة داعمة فاعلة بإذن الله، صحيح أن حصر القطاعات والأنشطة الاقتصادية المتأثرة وتلك التي تعاني مازال يحتاج إلى إعادة نظر وأهمها الجامعات الخاصة والمدارس ربما، حيث إن تقنية “الأون لاين” مازالت لا تغري “البعض” بالانضمام إلى المنظومة التعليمية اعتقادًا بأن التعليم وجهًا لوجه أكثر نجاعة وفائدة ومردودا؛ وربما لأن هذه التقنية مازالت خاضعة لمن يتقنونها وحدهم، أما الذين يتحفظون عليها، فمازال أمامهم مشوار من الممارسة والتعاطي والتراكم؛ حتى يستطيعوا التعامل بل والتفاعل مع “الأون لاين” وكأنها الحقيقة الكاملة والوجود المتكامل الحي.

على أية حال، بلادنا مازالت بخير، والتوجه والتجلي والاقتحام المبرمج لفيروس كورونا وتحوراته ومستجداته ربما يكون له أكبر الأثر في كبح جماح التفشي، وربما يكون هو الطريق الطويل الذي سوف يقودنا إلى صفر إصابات وصفر وفيات؛ لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .