كان محل احترام وتقدير من المسؤولين
كاظم العصفور... رائد الجوازات والجمارك
الحديث عن الراحل كاظم العصفور رحمة الله عليه هو حديث عن واحد من الرعيل الأول من الإداريين البحرينيين الذين كان لهم عظيم الأثر والفضل في إرساء قواعد العمل المتقدم في وقت صعب للغاية، فحين نتحدّث عن فترات الخمسينيات وصولًا إلى السبعينيات في قطاعات مهمة وحيوية مثل الجمارك والموانئ والجوازات، فهذا يعني أن من عمل في إدارتها وتسيير شؤونها ووضع أنظمتها وطورها، هم بالفعل، قادة سبقوا عصرهم.
إذن، الراحل كاظم العصفور رحمه الله، والذي غادر الدنيا في العام 1985 ترك بصمات مهمة يشار لها بالبنان، واليوم، حين يستذكره الأصدقاء والمعارف لا سيما ممن عملوا معه حتى تقاعده في العام 1982 أو من الأهل والأقرباء الذين عاصروه أو سمعوا عنه من أجدادهم أو آبائهم، يتحدثون عن “كاريزما” خاصة تمتّع بها في إدارته للعمل، فهو إلى جانب هدوئه تميز بالشدة والحزم في تطبيق القوانين والأنظمة، بل وكان حريصًا على أن يستزيد من الخبرة والعلم والمعرفة.
وإلى جانب تواضعه كان صاحب علم كبير، وإلى جانب اهتمامه بالمعارف والثقافات كان يولي الهوية والثقافة البحرينية كل الاهتمام وهذا ما يشير إليه صهره الزميل الكاتب عادل عيسى المرزوق حين يستذكر بعض الجوانب ومنها ما كانت تربطه من علاقات وطيدة مع الشخصيات والعوائل في جميع أنحاء البحرين، وفي المناصب التي تبوأها حين عمل في الجمارك والموانئ والجوازات ربطته علاقات مع جميع المسؤولين في الدولة، بل إن كثيرًا منهم كانوا يلجأون له لما تميّز به من ذكاء وحكمة وخبرة في التعامل مع مختلف المشاكل والتعاطي مع الأمور الصعبة والهموم اليومية التي يعاني منها الناس.
وحتى أيامه الأخيرة، كان فقيد الوطن الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، يذكره بالخير ويأتي على مراحل ومواقف جمعتهما معًا رحمهما الله، فقد كان اليد اليمنى للمرحوم السيد محمود العلوي ومثّل الإثنان ركيزتين مهمتين في تطوير البلد من خلاصة أفكارهما ونبوغهما وفطنتهما، فالرواد الأوائل حين نستحضر سيرتهم في شهر رمضان المبارك، فإننا نذكرهم بالعرفان والتقدير والإجلال.