+A
A-

كتاب “الرفاع عزٌّ بين الماضي والحاضر” يعكس المكانة التاريخية والثقافية للرفاع

توثيق‭ ‬تاريخ‭ ‬المدن‭ ‬وإسهامات‭ ‬أهلها‭ ‬ومواقفهم‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تحفظ‭ ‬الإرث‭ ‬التاريخي‭ ‬والحضاري‭ ‬والثقافي‭ ‬للدول،‭ ‬وتنقله‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬ليحافظوا‭ ‬على‭ ‬الإرث‭ ‬الذي‭ ‬أسّسه‭ ‬أجدادهم‭ ‬وأهلهم‭ ‬وسكان‭ ‬مدنهم،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬تسويق‭ ‬لحضارة‭ ‬الدول‭ ‬ومدنها،‭ ‬وحفظ‭ ‬لحقوق‭ ‬الأجداد‭ ‬وأعمالهم‭. ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬والحساس‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أمانة‭ ‬تاريخية‭ ‬ومخزون‭ ‬ثقافي‭ ‬وخبرة‭ ‬واسعة،‭ ‬ليكون‭ ‬العمل‭ ‬مدونًا‭ ‬وموثقًا‭ ‬كافة‭ ‬الشخوص‭ ‬والأحداث‭ ‬والمواقع،‭ ‬تسرد‭ ‬فيه‭ ‬المواقف‭ ‬وأصحابها‭ ‬وشواهدها‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬والصور،‭ ‬وما‭ ‬نقله‭ ‬أهل‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬الذين‭ ‬عاصروا‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬ونقلوها‭ ‬بالتواتر‭. ‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬أرض‭ ‬الحضارة‭ ‬والتاريخ‭ ‬تعود‭ ‬في‭ ‬جذورها‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬التاريخ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬الكتب‭ ‬ويصدّقه‭ ‬التاريخ‭ ‬وينطق‭ ‬به‭ ‬الواقع‭ ‬قديمًا‭ ‬وحديثًا،‭ ‬وإن‭ ‬تدوين‭ ‬هذا‭ ‬الكنز‭ ‬التاريخي‭ ‬هو‭ ‬موضع‭ ‬اهتمام‭ ‬ورعاية‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ويؤكد‭ ‬عليه‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬خطاباته‭ ‬السامية،‭ ‬كما‭ ‬تحرص‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬تضمين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التاريخ‭ ‬والتراث‭ ‬ضمن‭ ‬برامجها‭ ‬وخطط‭ ‬عملها‭. ‬ولعلّ‭ ‬الجهد‭ ‬المميز‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬محافظ‭ ‬الجنوبية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الرفاع‭ ‬عز‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يوثّق‭ ‬محطات‭ ‬تاريخية‭ ‬تتناول‭ ‬إسهامات‭ ‬مدينة‭ ‬الرفاع‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشواهد‭ ‬والمعالم‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬أصالة‭ ‬المدينة‭ ‬وتاريخها‭ ‬العريق‭.‬

‭ ‬ما‭ ‬يحتويه‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الرفاع‭ ‬عزٌّ‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‮»‬‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬قيمة‭ ‬تعكس‭ ‬المكانة‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمدينة‭ ‬الرفاع‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬النهضة‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭ ‬وما‭ ‬تزخر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬معالم‭ ‬أثرية‭ ‬وتراثية‭ ‬تعد‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬عراقة‭ ‬وأصالة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭.‬

إن‭ ‬توثيق‭ ‬تاريخ‭ ‬مدن‭ ‬البحرين‭ ‬العريق‭ ‬وما‭ ‬تزخر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬أصيل‭ ‬يستوجب‭ ‬مواصلة‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬ليرسخ‭ ‬مكانة‭ ‬المملكة‭ ‬كأرض‭ ‬للحضارات‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬ويعزّز‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والتراثية‭ ‬إقليميًّا‭ ‬وعالميًّا‭.‬

إن‭ ‬تدشين‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الرفاع‭ ‬عزًّ‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‮»‬‭ ‬لهو‭ ‬موضع‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الرفاع‭ ‬خاصة‭ ‬ومحبيها‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬أثرها‭ ‬تؤكد‭ ‬حرص‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬محافظ‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬رفعة‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬وخدمة‭ ‬قيادتها‭ ‬والمواطنين‭ ‬الكرام،‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لسموه‭ ‬الكريم‭ ‬ولفريق‭ ‬عمله‭ ‬الدؤوب‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭.‬

 

خالد‭ ‬موسى‭ ‬البلوشي