تعتبر الرعاية الصيدلانية من خلال أقسامها الإسعافية والطبية والسريرية والعلاجية الحرجة، من الخدمات الصحية الرائدة في توفير العلاجات الدوائية الآمنة والفعالة والمتكاملة وفق منظومة قيميّة تضع احتياجات المريض على رأس أولوياتها بعد التزامها بأرقى المبادئ والبيئة “الحانية” لجميع المرضى ووحدات رعايتهم في أوقات الذروة أو في ظل تعقيدات العمل وضغوطه المتصاعدة.
لذلك ان ما جرى نهاية الأسبوع الماضي في قاعة انتظار صيدلية “مجمّع السلمانية الطبي” الرئيسية؛ قد يعود في تقديرنا لذات الأسباب البينة في بيئة العمل الضاغطة بمعية أسباب لوجستية غير معلومة لدى “بعض” المترددين من المرضى وذويهم بعد أنْ أضحى المشهد مألوفاً على حدّ تعبيرهم حين تسمع رجلاً عجوزاً ممتعضا أو امرأة مسنّة متبرمة أو مريضاً من ذوي الاحتياجات يشكو من تأخير صرف أدويته لساعات! ومن زاوية أخرى، أفاد أحد المواطنين والذي حضر بصحبة أمّه المُقعدة، بأنّه شَهِد بأمّ العين صُراخ أحد المرضى رافضاً آلية الصرف البطيئة لعلّة طول انتظار قضى فيها جُلّ يومه في هذه القاعة! كما لَفِت أيضاً لانعدام إجراءات التباعد الاجتماعي المطلوبة سواء في نوافذ الصرف أو في مقاعد قاعة الانتظار.
نافلة:
يُلبّي “مجمّع السلمانية الطبي” الذي تأسّس عام 1956م ويقع في حيّ السلمانية بالعاصمة المنامة جميع الاحتياجات الصحية للمواطنين والمقيمين وفق أرقى الأساليب الممكنة ضمن حدود الموارد المتاحة، حيث يضمّ هذا المجمّع مرافق متعددة أبرزها الصيدلية الرئيسية للمجمع التي استُحدثت مع نهاية 2010م بطاقة استيعابية تقارب (1000 – 1200) مريض يومياً ما بين الساعة السابعة صباحاً ومثلها مساء، إلا أنّ هذا الإنجاز الكبير الذي يواكب التطور الصحي الشامل في مملكتنا الحبيبة يبقى بحاجة ماسة للمتابعة الدورية المستمرة وإيجاد الحلول العاجلة بعد الضغط الكبير الذي تتعرض له نوافذ صرف الأدوية الـ (12)، ولا أقلّها زيادة أعداد الكوادر العاملة التي تُعاني نقصّاً ملحوظاً متزايداً في الوقت الحالي مقابل كثرة أعداد المترددين الذين تغصّ بهم قاعة الانتظار في طوابير على مدار الأسبوع.