العدد 4530
الأربعاء 10 مارس 2021
banner
الكاتبة... نزيلة المصحات العقلية!
الأربعاء 10 مارس 2021

لعل الروائي البرازيلي “باولو كويلو” ليس الكاتب الوحيد الذي يودع مصحة عقلية، فقد سبقته إلى ذلك الكاتبة الأميركية “زيلدا فيتزجيرالد”، غير أنها لم تخرج منها قط!

لا تعتبر زيلدا معروفة بين الأوساط الأدبية، حيث لم تحظ بالشهرة التي تمتع بها زوجها “سكوت فيتزجيرالد” مؤلف “غاتسبي العظيم” والذي دخل جنة الثراء والشهرة بعد نجاح روايته “ذلك الجانب من الجنة” ودخلت هي الجحيم!

كانت زيلدا مولعة بالرسم وتحب الكتابة وعاشت حياة سعيدة مع سكوت، إلى أن اكتشفت خيانته لها مع راقصة باليه، وقد أصيبت بصدمة نفسية وحاولت هي الأخرى أن تكون راقصة باليه كنوع من رد الاعتبار لكرامتها المهدرة، وتدربت لأيام طوال حتى أصيبت بالإنهاك الجسدي والذهني والفصام، وأدخلت المصحة العقلية لـ 9 سنوات، انتهت بحريق كبير فيها لم ينج منه أحد.

كتبت زيلدا روايتها الوحيدة “شاركني هذا الفالس” بتوصية من طبيبها النفسي، حتى تتحرر من مشاعرها المؤذية، واستعرضت أجزاء كبيرة من حياتها الشخصية، وقالت عنها إنها أفضل من روايات زوجها الحاصل على نوبل الأدب، إلا أن سكوت رفض أن تقوم بنشر الرواية واستخدم أجزاء منها في رواياته.

هذه المأساة بالرغم من اختلاف الشخوص وطبيعة القصص تكاد أن تتكرر على مسامعنا بشكل يومي عن نساء اخترن البقاء في الظل من أجل أن يكون النور مسلطا على أزواجهن فقط، وفي النهاية لا أحد يدفع ثمن هذا التنازل سوى المرأة المسكينة!

فالأنانية التي يعيش بها بعض البشر قد تصل لدرجات بشعة ومؤذية.. وطريق النجاة الوحيد يكمن في التشبث بأحلامك، متجاهلاً هذه الأصوات التي لن تتوقف أبدا عن تحطيمك، فهل يوجد حولك من يحاول أن يبقيك في الظل؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .