+A
A-

المملكة عريقة في التعليم والقارئ البحريني صعب الإرضاء

غسان عسيلانأكد‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للمنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الألكسو‭) ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬أعمر‭ ‬“عراقة‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭- ‬الذي‭ ‬احتفلنا‭ ‬بمئويته‭ - ‬والنهضة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الثقافي،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬تجعل‭ ‬المنظمة‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المملكة؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬اهتمام‭ ‬المنظمة”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تؤدّي‭ ‬دورا‭ ‬فاعلا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬المنظّمة‭ ‬وساعدتها‭ ‬باستضافة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة،‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ ‬مؤتمر‭ ‬وزراء‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬العرب‭ ‬الدورة‭ (‬11‭) ‬الذي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يومي‭ ‬5‭ ‬و6‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019م”‭.‬lp

وقال‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬خص‭ ‬به‭ ‬“البلاد”،‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الألكسو‭)‬،‭ ‬ان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المشجّعة‭ ‬على‭ ‬القراءة،‭ ‬وصاحبة‭ ‬المبادرات‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬المواطن‭ ‬نحو‭ ‬التعرّف‭ ‬والاكتشاف‭ ‬بالوسائل‭ ‬الممكنة،‭ ‬خصوصا‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬الكتاب‭. ‬وقد‭ ‬تطوّر‭ ‬هذا‭ ‬التشجيع‭ ‬وصار‭ ‬مواكبا‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬الثقافة‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬وانتشار‭ ‬الكتاب‭ ‬الرّقمي،‭ ‬فيسّرت‭ ‬البحرين‭ ‬للقرّاء‭ ‬الأدوات‭ ‬المناسبة‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفضاءات‭ ‬الافتراضية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬الإنترنت‭. ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬ضرها‭ ‬وتوجيهه‭ ‬نحو‭ ‬منافعها‭.‬

وووصف‭ ‬القارئ‭ ‬البحريني‭ ‬بـ‭ ‬“المتميّز”‭ ‬و”صعب‭ ‬الإرضاء”؛‭ ‬بسبب‭ ‬“هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬الكتاب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخبرات‭ ‬المكتسبة‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬والثقافات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬وفرتها‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬والموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬وتيسير‭ ‬تدفق‭ ‬المعلومات‭. ‬ولهذا‭ ‬فإنّ‭ ‬الذي‭ ‬يتقدّم‭ ‬إلى‭ ‬القارئ‭ ‬البحريني‭ ‬بمعرفة‭ ‬معينة‭ (‬كتاب‭ ‬علمي‭ ‬أو‭ ‬أدبي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭) ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتقدّم‭ ‬بالأفضل‭ ‬لهذا‭ ‬القارئ‭ ‬المتميّز”‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬اللقاء‭ ‬كاملا‭:‬

 

‭* ‬نهنئتكم،‭ ‬أولا‭ ‬بمرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ (‬الألكسو‭) ‬لتكون‭ ‬قلعةً‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ - ‬ونود‭ ‬أن‭ ‬تحدثونا‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الثقافة‭ ‬والهوية‭ ‬العربية‭.‬

‭- ‬اسمحوا‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬أتوجه‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬البحرينية‭ ‬بالشكر‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬للتحاور‭ ‬معكم‭ ‬ومن‭ ‬خلالكم‭ ‬إلى‭ ‬قراء‭ ‬الصحيفة‭ ‬عن‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الألكسو‭)‬،‭ ‬فبناءً‭ ‬على‭ ‬دستور‭ ‬إنشائها‭ ‬تسعى‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬النهوض‭ ‬بأسباب‭ ‬التطوير‭ ‬التربوي‭ ‬والثقافي‭ ‬والعلمي‭ ‬والبيئي‭ ‬والاتصالي‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وتنمية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والثقافة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وخارجه،‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬الحوار‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬والثقافات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭.  ‬

 

العناية‭ ‬باللغة

‭* ‬حدثونا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬“الألكسو”‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬والنهوض‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭.‬

‭- ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬البَدْءِ‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬العناية‭ ‬باللّغة‭ ‬العربيّة‭ ‬وإعلاء‭ ‬كلمتها‭ ‬شأنٌ‭ ‬عربي‭ ‬قومي،‭ ‬ومسؤولية‭ ‬جماعية‭ ‬يتولّى‭ ‬السهر‭ ‬عليها‭ ‬الأفراد،‭ ‬والهيئات،‭ ‬والمجامع‭ ‬اللغوية،‭ ‬والوزارات‭ ‬المعنية‭ ‬وكلُّ‭ ‬المعنيين‭ ‬بالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الوطن‭ ‬العربي؛‭ ‬لأنّ‭ ‬اللّغة‭ ‬العربيّة‭ ‬هي‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والوعاء‭ ‬الفكري‭ ‬للأمة،‭ ‬وحاضنة‭ ‬تراثها‭ ‬وعلومها،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬تمثّل‭ ‬المكوّن‭ ‬الموضوعي‭ ‬الوحيد‭ ‬للهوية‭ ‬العربيّة،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬المنظّمة‭ ‬العربيّة‭ ‬للتّربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬بوصفها‭ ‬هيكلا‭ ‬عربيا‭ ‬متخصّصا‭ ‬في‭ ‬مجالاتها،‭ ‬وإحدى‭ ‬أبرز‭ ‬منظمات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬فإنّنا‭ ‬سنتحدّث‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬باللّغة‭ ‬العربيّة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬التي‭ ‬رُسِمت‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دستورها‭ ‬ورسالتها‭ ‬ومهامها‭.‬

وقد‭ ‬أولت‭ ‬الألكسو‭ ‬منذ‭ ‬إنشائها‭ ‬اللّغة‭ ‬العربيّة‭ ‬المنزلة‭ ‬التي‭ ‬تليق‭ ‬بها‭: ‬نشرا‭ ‬وبحثا‭ ‬وتدريسا‭ ‬ومناهج‭ ‬للناطقين‭ ‬بها‭ ‬وبغيرها،‭ ‬وهياكل‭ ‬تابعة‭ ‬للمنظّمة‭ ‬العربيّة‭ ‬للتّربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬تتولّى‭ ‬تدريس‭ ‬اللّغة‭ ‬العربيّة‭ ‬ونشرها،‭ ‬وتعتني‭ ‬بالتعريب‭ ‬والترجمة‭ ‬والتأليف‭ ‬والنشر‭ ‬وتقوم‭ ‬بتنسيق‭ ‬المصطلحات‭ ‬وتوحيدها،‭ ‬وظلت‭ ‬اللّغة‭ ‬العربية‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬الألكسو‭ ‬وإستراتيجياتها‭ ‬وبرامجها‭ ‬التي‭ ‬تنفّذها،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭:‬

فمن‭ ‬مهام‭ ‬مكتب‭ ‬تنسيق‭ ‬التعريب‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المغربية‭ ‬الرياض‭ - ‬التابع‭ ‬للمنظمة‭ - ‬توحيد‭ ‬المصطلحات‭ ‬العلميّة‭ ‬والحضارية،‭ ‬ودعم‭ ‬حركة‭ ‬التعريب،‭ ‬وقد‭ ‬أصدر‭ ‬هذا‭ ‬المكتب‭ ‬نحو‭ ‬54‭ ‬معجما‭ ‬متخصّصا‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬والاختصاصات‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويصدر‭ ‬دورية‭ ‬“اللسان‭ ‬العربي”‭ ‬التي‭ ‬تعدّ‭ ‬مرجعا‭ ‬للمؤسّسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والهيئات‭ ‬اللغوية‭ ‬والمجامع‭ ‬والجامعات‭.‬

أمّا‭ ‬معهد‭ ‬الخرطوم‭ ‬الدولي‭ ‬للغة‭ ‬العربيّة‭ ‬فمنذ‭ ‬إنشائه‭ ‬تخرّج‭ ‬منه‭ ‬نحو‭ ‬6000‭ ‬مُجَازٍ‭ ‬في‭ ‬دبلوم‭ ‬اللّغة‭ ‬العربية،‭ ‬وتولّى‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للتعريب‭ ‬والترجمة‭ ‬والتأليف‭ ‬والنشر‭ ‬بدمشق‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬تعريب‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والجامعي‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وتوفير‭ ‬مراجعه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ترجمتها‭ ‬من‭ ‬اللغات‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬العربيّة‭ ‬وخاصّة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬العلميّة‭.‬

وتعمل‭ ‬المنظّمة‭ ‬اليوم‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الشركاء‭ ‬الإستراتيجيين‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬الإطار‭ ‬المرجعي‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬تمّت‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬الوثيقة‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬أعدّتها‭ ‬الألكسو‭ ‬وخارطة‭ ‬الطريق‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬لإنجاز‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬المرجعية،‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الشركاء‭ ‬البنك‭ ‬الإسلامي‭ ‬للتنمية‭.‬

‭ ‬

البحث‭ ‬العلمي

‭* ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬“الألكسو”‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي؟

‭- ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬البحث‭ ‬العلميّ‭ ‬حديث‭ ‬ذو‭ ‬شجون‭!! ‬وسبب‭ ‬ذلك‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يمرّ‭ ‬بها‭ ‬البحث‭ ‬العلميّ،‭ ‬والتحدّيات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مسيرته،‭ ‬وكذلك‭ ‬اتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬العلميّة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬صارت‭ ‬رائدة‭ ‬ومتفوّقة‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬الميادين‭ ‬وأخرى‭ ‬تتلمّس‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬وتحسين‭ ‬مؤشّراته‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

وقد‭ ‬أولت‭ ‬الألكسو‭ ‬السياسات‭ ‬الرّامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬وربطه‭ ‬بقضايا‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬أهمّية‭ ‬بالغة؛‭ ‬بغرض‭ ‬تسخيرها‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬وأمنه‭ ‬القومي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ومجابهة‭ ‬التحدّيات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬العربيّة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬واعتنت‭ ‬كذلك‭ ‬بقضايا‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬وترشيد‭ ‬استهلاكها‭ ‬والعناية‭ ‬بالتنوّع‭ ‬البيولوجي‭ ‬والمناخ‭ ‬ودراسة‭ ‬البيئات‭ ‬العربيّة‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وظروفها‭ ‬وتحدّياتها‭ ‬ورسم‭ ‬الحلول‭ ‬لاستيعابها‭ ‬وحلّ‭ ‬معضلاتها‭.‬

وتوجّهت‭ ‬كذلك‭ ‬نحو‭ ‬استقطاب‭ ‬العقول‭ ‬العربية‭ ‬المهاجرة‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬وترسيخ‭ ‬مكانته‭ ‬لفائدة‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭. ‬

 

الثورة‭ ‬الرقمية

‭* ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثورة‭ ‬الاتصالات‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬البشرية‭ ‬حاليًّا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬“الألكسو”‭ ‬بشأن‭ ‬دخول‭ ‬العرب‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم؟‭ ‬

‭- ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬للثورة‭ ‬الرّقمية،‭ ‬وما‭ ‬أحدثته‭ ‬من‭ ‬متغيرات‭ ‬عميقة،‭ ‬والجدل‭ ‬الدائر‭ ‬كونيّا‭ ‬بشأنها،‭ ‬كانت‭ ‬الألكسو‭ ‬حاضرة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬النتائج‭ ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬والتوطين‭ ‬والإنتاج،‭ ‬فطوّرت‭ ‬في‭ ‬هيكلها‭ ‬إدارة‭ (‬إدارة‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭) ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬مهامها‭ ‬تصميم‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توظيفها‭ ‬لفائدة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬ومنها‭ ‬مشاريع‭ ‬الحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬لخدمة‭ ‬التعلّم‭ ‬والمعلمين،‭ ‬والنّهوض‭ ‬بالتطبيقات‭ ‬الجوالة،‭ ‬والتعلّم‭ ‬الذّكي‭ ‬وتأمين‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭. ‬

‭ ‬وقد‭ ‬عُقد‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2019م‭ ‬مؤتمرا‭ ‬للوزراء‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتّعليم‭: ‬التحدّيات‭ ‬والرّهانات؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعريف‭ ‬به،‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تطبيقاته،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬جوانبه‭ ‬الإيجابية‭ ‬والسلبية،‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬هذا‭ ‬الذكاء‭ ‬الذي‭ ‬يمثّل‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرّابعة‭.‬

أمّا‭ ‬بشأن‭ ‬التصوّرات‭ ‬المستقبلية‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتعليم‭ ‬والثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرّابعة،‭ ‬فاقتبس‭ ‬جزءًا‭ ‬مفيدا‭ ‬من‭ ‬بيان‭ ‬القاهرة‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬وزراء‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬اختتام‭ ‬الدورة‭ ( ‬17‭) ‬لمؤتمرهم‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬الألكسو‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬يومي24‭ ‬و25‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019م‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬“إنّنا‭ ‬عازمون‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬السياسات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬المناسبة‭ ‬والقيام‭ ‬بالأعمال‭ ‬والمبادرات‭ ‬الملائمة؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬الابتكار‭ ‬وتشجيع‭ ‬الإبداع”‭.‬

 

الحضور‭ ‬الإعلامي

‭* ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬وجود‭ (‬ضعف‭) ‬في‭ ‬التواجد‭ ‬الإعلامي‭ ‬للمنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ (‬الألكسو‭) ‬–‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬ذلك؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ (‬الضعف‭) ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬توافر‭ ‬وسائل‭ ‬كثيرة‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬وسائل‭ ‬وتطبيقات‭ ‬الإعلام‭ ‬الجديد‭ ‬الأكثر‭ ‬انتشارًا‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬حاليًّا؟

‭- ‬تسعى‭ ‬“الألكسو”‭ ‬دوما‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬إعلاميا‭ ‬عبر‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة،‭ ‬وتعقد‭ ‬ندوات‭ ‬صحفية‭ ‬كلما‭ ‬دعت‭ ‬الضرورة،‭ ‬والفئة‭ ‬المستهدفة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الألكسو‭ ‬وأنشطتها‭ ‬وجميع‭ ‬مخرجاتها،‭ ‬هي‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬تكوينا‭ ‬وقيما‭ ‬وتوجّهات‭. ‬

ومنذ‭ ‬أن‭ ‬بزغ‭ ‬عصر‭ ‬المعلومات‭ ‬وانتشر‭ ‬استخدامها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬سعت‭ ‬الألكسو‭ ‬إلى‭ ‬الإفادة‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقعها‭ ‬الذي‭ ‬تبثّ‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أخبارها‭ ‬اليومية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النشرة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬شطرا‭ ‬من‭ ‬أنشطتها‭ ‬وبرامجها‭. ‬وتنظم‭ ‬الألكسو‭ ‬دوريا‭ ‬ندوات‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“أحاديث‭ ‬الألكسو”‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬بحث‭ ‬مواضيع‭ ‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخبراء‭.‬

وأنشأت‭ ‬المنظّمة‭ ‬وإداراتها‭ ‬ومراكزها‭ ‬الخارجية‭ ‬شبكات‭ ‬إلكترونية‭ ‬ومنصّات‭ ‬تعليميّة‭ ‬لفائدة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وخاصّة‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصّة،‭ ‬وفعّلت‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬اللجان‭ ‬الوطنية‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنصة‭ ‬التفاعلية‭ ‬للنوادي‭ ‬والمدارس‭ ‬وكراسي‭ ‬الألكسو‭ ‬العلمية‭ ‬المنتسبة‭ ‬للألكسو؛‭ ‬بغرض‭ ‬تنشيط‭ ‬حركة‭ ‬التعريف‭ ‬بالمنظّمة‭.‬

ولم‭ ‬يتوقّف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬الجهد‭ ‬الإعلامي‭ ‬للألكسو‭ ‬يبلغ‭ ‬ذروته‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والمجالس‭ ‬واللجان‭ ‬الاستشارية‭ ‬والمشاركات‭ ‬في‭ ‬التظاهرات‭ ‬الأممية‭ ‬المتخصّصة‭ ‬وفي‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‭ ‬للكتاب‭ ‬والإعلان‭ ‬عن‭ ‬الجوائز‭ ‬والاتفاقات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تنفّذها‭ ‬الألكسو‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فالألكسو‭ ‬لها‭ ‬خطتها‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬ترسم‭ ‬مسارات‭ ‬النشر‭ ‬والتعريف‭ ‬بها‭ ‬عربيا‭ ‬وإقليميا‭ ‬ودوليا‭ ‬طبقا‭ ‬للأهداف‭ ‬والاحتياجات‭ ‬والظروف‭. ‬

 

أبرز‭ ‬المحطات

‭* ‬بعد‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬إنشائها‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬“الألكسو”‭ ‬للعرب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملها؟‭  ‬

ليس‭ ‬من‭ ‬اليسير‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العجالة‭ ‬أن‭ ‬نتحدّث‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬الألكسو‭ ‬خلال‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ولكنّ‭ ‬الشيء‭ ‬المؤكّد‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركه‭ ‬الجميع‭ ‬أنّ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقاصد‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬قيام‭ ‬الألكسو‭ ‬قد‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬جلّها‭ ‬أو‭ ‬بعضها،‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الإنجاز‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المحطّات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬إنجازات‭ (‬الألكسو‭): ‬

‭ - ‬توحيد‭ ‬السلّم‭ ‬التعليميّ‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬‮ ‬

‭-  ‬تعريب‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قضية‭ ‬أساسية،‭ ‬وتحدّيا‭ ‬كبيرا‭ ‬أمام‭ ‬المنظّمة،‭ ‬حيث‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭ ‬ما‭ ‬استطاعت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬سبيلا‭. ‬فساهمت‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المصطلحات‭ ‬وتنسيقها‭ ‬وتوحيدها‭ ‬وأصدرت‭ ‬المعاجم‭ ‬المتخصّصة‭ ‬بشأنها‭. ‬ولم‭ ‬تتوقّف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬بل‭ ‬تجاوزته‭ ‬نحو‭ ‬تصميم‭ ‬خطط‭ ‬عاجلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعريب‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬فأنشأت‭ ‬مركزا‭ ‬متخصّصا‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬وأسعفت‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والباحثين‭ ‬وأساتذة‭ ‬الجامعات‭ ‬بأمهات‭ ‬المراجع‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة‭ ‬وخاصّة‭ ‬العلميّة‭ ‬منها،‭ ‬كالطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬والهندسة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الدقيقة‭ ‬والتطبيقية‭.‬‮ ‬

‭- ‬إصدار‭ ‬الكتب‭ ‬المرجعية‭ ‬مثل‭ ‬الكتاب‭ ‬المرجع‭ ‬في‭ ‬جغرافية‭ ‬وطن‭ ‬عربي‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬والكتاب‭ ‬المرجع‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمة‭ ‬العربيّة،‭ ‬وموسوعة‭ ‬أعلام‭ ‬العلماء‭ ‬والأدباء‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬وسلسلة‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭... ‬وغيرها‭.‬

‭- ‬تنظيم‭ ‬المسابقات‭ ‬العلميّة‭ ‬للمتفوقين‭ ‬في‭ ‬العلوم،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬أولمبياد‭ ‬الرياضيات‭ ‬وأولمبياد‭ ‬العلوم‭.‬

‭ ‬

رقمنة‭ ‬المعلومات

‭* ‬ما‭ ‬رؤيتكم‭ ‬لتطوير‭ ‬المنظمة؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬عملها‭ ‬لتصبح‭ ‬أكثر‭ ‬قُربًا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التربوية‭ ‬والثقافية‭ ‬العربية‭ ‬حتى‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬العربي‭ ‬بوجودها‭ ‬إلى‭ ‬جانبه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضايا؟‭  ‬

‭- ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التقنية‭ ‬للمنظمة،‭ ‬بحيث‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬رقمنة‭ ‬جميع‭ ‬الملفات‭ ‬والمعلومات،‭ ‬بطريقة‭ ‬تساعد‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬المعلومات‭ ‬وتخزينها‭ ‬وتنظيمها‭ ‬وسهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توفيرها‭ ‬للمستفيدين،‭ ‬بحيث‭ ‬يسهل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المعلومات‭ ‬والإحصاءات‭ ‬والبيانات‭ ‬والمنتجات‭ ‬التي‭ ‬تملكها‭ ‬المنظمة‭.‬

ثانيا‭ ‬تطوير‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬تستعملها‭ ‬المنظمة‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المستجدات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالقضايا‭ ‬التربوية‭ ‬والثقافية‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬وأسهمت‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬والتحديات‭ ‬التربوية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أثناء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ونحن‭ ‬نسعى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬وتقييم‭ ‬جميع‭ ‬الخطط‭ ‬والآليات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬

محاربة‭ ‬التطرف

‭* ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬أبحاث‭ ‬ودراسات‭ ‬حول‭ ‬كفايات‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬به‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تنمية‭ ‬العقول‭ ‬وصياغة‭ ‬الأفكار‭ ‬وتشكيل‭ ‬الميول‭ ‬والتوجهات‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬والعمل‭ ‬التشاركي،‭ ‬وغرس‭ ‬الحوار‭ ‬الهادئ‭ ‬في‭ ‬الشباب‭ ‬كنمط‭ ‬حياة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التطرف‭ ‬والغلو‭ ‬والإقصاء‭ ‬والتمييز‭ ‬–‭ ‬ما‭ ‬دور‭ (‬الألكسو‭) ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬التحديات،‭ ‬وتحديد‭ ‬الأولويات،‭ ‬ورسم‭ ‬احتياجات‭ ‬المستقبل‭ ‬العربي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬القضايا؟‭ ‬

تُواكب‭ ‬المنظّمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬ببالغ‭ ‬الاهتمام‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬تحوّلات‭ ‬ومُتغيّرات‭ ‬مُتسارعة،‭ ‬على‭ ‬السّاحتين‭ ‬العربية‭ ‬والعالميّة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تقُوم‭ ‬المنظّمة‭ ‬بإنجاز‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬والدّراسات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬مراجعة‭ ‬الخطّة‭ ‬الشّاملة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية‭ ‬وتطويرها،‭ ‬لعرضها‭ ‬على‭ ‬الدّورة‭ ‬القادمة‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الوزراء‭ ‬المكلّفين‭ ‬بالشّؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ (‬ديسمبر‭ ‬2021‭)‬،‭ ‬كوثيقة‭ ‬استرشاديّة‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬الدّول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تتضمّنه‭ ‬من‭ ‬أبحاث‭ ‬ودراسات،‭ ‬وتشخيص‭ ‬للتحدّيات،‭ ‬وتحديد‭ ‬للأولويّات،‭ ‬ورُؤى‭ ‬مستقبلية‭ ‬لمجابهة‭ ‬صعوبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الحاليّة‭ ‬والمُوالية‭.‬

 

تفجير‭ ‬الطاقات

‭* ‬ماذا‭ ‬تتوقعون‭ ‬للمنظمة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬والتربوي؟‭ ‬وما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬طاقات‭ ‬وإبداعات‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات؟

‭- ‬الثقافة‭ ‬شأن‭ ‬عام،‭ ‬وسمة‭ ‬تُرسم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬شخصية‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬ذلك،‭ ‬أو‭ ‬الأفراد‭ ‬والجماعات‭ ‬وتميّزهم‭ ‬عن‭ ‬الكيانات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬خصوصيات‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬إلاّ‭ ‬لهم،‭ ‬ماعدا‭ ‬القيمة‭ ‬العامة‭ ‬المشتركة‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬إنساني‭ ‬تمتدّ‭ ‬أفقيا‭ ‬لتشمل‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتعبر‭ ‬الحدود‭. ‬ولأنّ‭ ‬الثقافة‭ ‬شأن‭ ‬عام،‭ ‬وتمثّل‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬الذي‭ ‬يكّون‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬والحصن‭ ‬القوي‭ ‬للهوية‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬الذوبان‭ ‬في‭ ‬أتون‭ ‬العولمة‭ ‬الظالمة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬أزمة‭ ‬تاريخية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تتعاضد‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬كلّ‭ ‬القطاعات‭ ‬المجتمعية‭ ‬الأخرى‭ ‬ويأتي‭ ‬في‭ ‬أولها‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬يتولّى‭ ‬غرس‭ ‬القيم‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناشئة‭ ‬وتكوين‭ ‬الاتجاهات‭ ‬المرغوبة‭ ‬وبناء‭ ‬السلوكيات‭ ‬الصحيحة‭ ‬وغيرها‭ ‬مما‭ ‬يرغب‭ ‬المجتمع‭ ‬عند‭ ‬صناعة‭ ‬الأجيال‭.‬

ولكلّ‭ ‬هذا،‭ ‬فقد‭ ‬انبرت‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتربية‭ ‬والثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬مسيرتها‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬للتربية،‭ ‬والخطة‭ ‬الشاملة‭ ‬للثقافة‭ ‬العربية،‭ ‬والخطة‭ ‬الطويلة‭ ‬الأجل‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬عنها‭ ‬ثلاث‭ ‬خطط‭ ‬متوسطة‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الألفية‭ ‬الثانية‭.‬