العدد 4490
الجمعة 29 يناير 2021
banner
التصعيد الإيراني ضد شعب كوردستان
الجمعة 29 يناير 2021

لم تكن العلاقات بين أربيل وطهران على ما يرام في يوم ما، لكنها لم تخرج عن الإطار الدبلوماسي العام والتعاون في الحدود الدنيا حول المشتركات، ولم يكن ذلك بفضل السياسة الإيرانية السلبية المعارضة تماما لتمتع شعب كوردستان بحقوقه المشروعة وهي نفس السياسة التي تمارس داخل إيران حيث تواصل قمع الحركة الوطنية الديمقراطية الكوردستانية بشراسة بالغة، إنما الفضل ببقاء العلاقات يعود الى الجانب الكوردستاني وحكمة القيادة السياسية في أربيل التي تحاول إيجاد نقاط الالتقاء والتعاون المثمر مع كل دول الجوار. مع ما سبق والأخذ بنظر الاعتبار ما يجري في العراق ومواقف المراكز المرتبطة بطهران من إقليم كوردستان والإجراءات التعسفية من فرض الحصار الاقتصادي وحرمان الإقليم... تمثل عمليا جوهر السياسة الإيرانية ضد الشعب الكوردي وتستهدف إلغاء حقوقه الدستورية بما فيها إلغاء إقليم كوردستان. التصعيد الجديد للحملة العنصرية والطائفية ضد الشعب الكوردي وقوات البيشمه ركه والزعامة التاريخية الوطنية الكوردستانية من خلال فيلم مبتذل يصور قاسم سليماني بطل إنقاذ كوردستان والعراق في الوقت الذي يتعارض تماما مع الحقائق على الأرض التي يعرفها المواطنون ولا يخرج عن كونه مجرد أكاذيب ودجل رخيص، يسيء إلى قوات البيشمه ركه البطلة التي قدمت أكثر من 2000 شهيد في الحرب ضد عصابات الإرهاب وأنقذت العراق ككل بالتعاون مع القوات الدولية وقوات الولايات المتحدة الأميركية.

التصعيد الجديد بكل أبعاده وشخوصه من طهران تذكير للعاصمة أربيل بأن استقلالية القرار والموقف الكوردستاني من الأحداث والمستجدات الناجمة عن الانتخابات الأميركية وانتخاب السيد جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأميركية المعروف عنه تفهمه القضية الوطنية الكوردستانية، مرفوض من قبل طهران وأن على إقليم كوردستان عدم تجاوز الخطوط الإيرانية الحمراء.

التصعيد أيضا رسالة تهديد مبطنة للولايات المتحدة الأميركية واستعراض للعضلات وبأن العراق ضيعة ومحمية إيرانية من شماله إلى جنوبه ومن يتعاون مع ما تسميه بالشيطان الأكبر سيدفع ثمن تعاونه وأن على الولايات المتحدة الأميركية إما الخروج أو الرضوخ للإملاءات الإيرانية!

تخبط السياسة الخارجية الإيرانية ومحاولاتها المستمرة للتمدد هنا وهناك لم يترك لها أصدقاء لا في المنطقة ولا في الساحة الدولية، وكلفت وتكلف شعوب إيران ثمنا باهظا، وفي كل الأحوال فإن التصعيد الأخير ضد شعب كوردستان وحكومة الإقليم لن يثمر إلا عن المزيد من عزلة إيران ورفض شعوب العراق والمنطقة لوجودها وتدخلها السافر في شؤونهم الداخلية، ومن المؤكد أن سنديانة الإرادة الوطنية الكوردستانية لن تنحني أمام عاصفة الحقد والكراهية العنصرية والطائفية سواء التي تهب من طهران أو من مرتزقتها. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية