يُراد بالسكن الملائم أو المأوى اللائق بالحقّ الذي يُكتسب بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفق ما تنصّ عليه الدساتير وتقرّه المواثيق على مستوى العالم أجمع كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعترف وفق ما ورد في مادته (25) بهذا الحقّ كجزء من الحقّ في مستوى المعيشة اللائق أو الكافي، وكذا ما تضمنته الفقرة الأولى للمادة (11) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من إقرار الدول بحقّ كل شخص في مستوى معيشي كاف له ولأسرته ويوفر ما يفي بحاجتهم من الغذاء والكساء والمأوى وحقّهم في تحسين متواصل لظروفهم المعيشية. فيما أوضحت المادة (38) عربياً ما ورد في الميثاق العربي لحقوق الإنسان في أنّ هذا الحقّ يوفر الرفاه والعيش الكريم من غذاء وكساء ومسكن وخدمات في بيئة سليمة.
على المستوى المحلي، أظهر هذا الحقّ واحداً من القضايا الرئيسة التي تصدّرت فيها الجهات المعنية ممثلة في وزارة الإسكان ووزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، بعد الكمّ التصاعدي “لمَنَالية” السكن المتاح لجميع المواطنين في هذا الوطن المعطاء الذي ينعم قطاعه الإسكاني بالهياكل والخدمات والمواد والمرافق التي تتواءم مع احتياجات المواطن الضرورية، وتتناسب مع متطلباته المعيشية دون إكراه أو مضايقة أو تعطيل أو مماطلة، بل وإعطاء الفئات المحرومة الأولوية، وهنا نذكر قصة عائلة المواطن البحريني الذي تواصل مع الكاتب بعد أن نال نصيباً غير قليل من “التعطيل والمماطلة” حتى باتت أسرته لأكثر من (5) سنوات مضتْ، بين “مطرقة” وزارة الإسكان التي ألغت طلبه الإسكاني بعد امتلاكه أرضاً استنزفته تحويشة العمر! وبين “سندان” وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني التي “أحجمت” إدارتها العامة للتخطيط العمراني عن تصنيفها سكنياً حتى اليوم بالرغم من تصنيف ما جاورها من أراض وفق ما أفاد.
نافلة:
هذا المواطن – الذي تقطعّت به السُبُل منذ مطلع العام 2015م بعد أنْ فاضت مراجعاته المستمرة للإدارة العامة للتخطيط العمراني للإسراع في إجراءات تخطيط الأرض الواقعة في مجمع 518 بمنطقة باربار وتحقيق حلمه بتشييد بيت العمر الذي يؤوي أسرته المُشتتة - لَمْ يجدْ إلا طرق باب المسؤولين عبر هذا المنبر في إثبات حقّه المكفول في النصوص الدستورية (9/و) التي تؤكد أنّ “الدولة تعمل على توفير السكن لذوي الدخل المحدود من المواطنين”، وإنهاء معاناة أسرته التي فقدت “مأسوفة” أحد أركانها مؤخراً وإعادة أملها بجَمع شتاتها بعد تفرّقٍ دام طويلاً.