+A
A-

الرسم الكاريكاتيري بين الفيديوي الديجيتال

الكاريكاتير هي الزاوية الفنية التي طالما لفتت انتباهي منذ الصغر في الصحف، وبالرغم من حداثة سني إلا أنني كنت أتساءل عن كيفية رسمها واجتهد لمعرفة المعنى المقصود منها، في الآونة الأخيرة ظهر العديد من الفنانين اللذين يرسمون باستخدام البرامج، فهل صار من الضروري أن يتعلم رسامي الكاريكاتير استخدام الأجهزة المتطورة؟  فهل لا يزال رسم الكاريكاتير في الصحف يعتمد على الرسم اليدوي التقليدي أم أصبح ديجتال يعتمد على الأجهزة الالكترونية في الصحف العربية؟ 

في هذا التحقيق نستعرض تجربة بعض رسامي الكاريكاتير من عدة دول عربية حول موضوع الانتقال من الرسم التقليدي اليدوي إلى الرسم باستخدام الأجهزة.

شهد حمد الغائب التطورات التي حدثت في مجال رسم الكاريكاتير فقد بدأ الرسم منذ عام 1990 حيث مارس الرسم في الصحافة البحرينية والخليجية والعربية وكانت بدايته في صحيفة الأيام صحيفة أخبار الخليج وصحيفة الوسط، بالإضافة إلى مجموعة من المجلات البحرينية مثل المواقف وهنا البحرين والخليجية مثل بنت الخليج الإماراتية وأخرى كويتية.

وعن مرحلة انتقاله من الرسم اليدوي إلى الرسم الديجتال فيقول "انتقلت إلى مرحلة رسم الكاريكاتير في عدة مراحل خلال سنوات العمل أولها عندما كان يرسم على الورق وبطبيعة الحال الطباعة كانت أبيض وأسود ويتم تسليم العمل على ورق ويتم لصقه على إطار الصفحة بشكل قص ولصق.

أما عن ثاني مرحلة قال: انتقلت إلى الرسم على الورق بالرصاص والتحبير وعمل التصوير الضوئي ونقلها إلى الكمبيوتر بغرض التلوين فقط وإضفاء التأثيرات. وأضاف بأنه في ذلك الوقت بدأ الانترنت في الانتشار وبدأ شغف النشر الملون مطلوب رغم الطباعة بالأبيض والأسود ولكن رواج الانتشار على الانترنت كان له شغف آخر في المجموعات والمنتديات، بعدها انتقل إلى الأجهزة التابلت حيث انتقل إلى تقنية الرسم معها وترك الورق وكانت الأقلام الالكترونية مع الألواح الالكترونية متوافرة ولكن دقة الرسم فيها ضعيفة، وبدأت في التحسن والتطور ولكن أسعارها كانت مرتفعة جدًا. 

وقال الآن مع وجود "الآيباد برو" والامكانيات التي يوفرها ووجود التطبيقات المتخصصة في رسم الكاريكاتير انتقل جميع رسامين الكاريكاتير إلى التقنية الحديثة بالإضافة إلى الرغبة في التواجد في الفضاء الالكتروني والمشاركات في المسابقات العالمية صار متطلبًا أن ترسم بشكل رقمي بدلًا من أن يضيع جزء من جمال اللوحة بتحويلها من يدوي إلى رقمي.

وأكد الغائب بأنه مع وجود التقنية الحديثة لا يوجد صعوبات كبيرة إلا توافر الأجهزة التي تتحمل الكم الهائل من أعمال الرسم الكبيرة الحجم من وجهة نظره، وأن الصحف لا تفرق بين رسام يدوي أو تقني، فهي تريد عمل نهائي قابل للنشر، غير أن تطور التواصل وسرعة إرسال الأعمال لا يمكن مقارنتها بين اليدوي والتقني، وإن الرسم التقني عملي أكثر وأسرع ويحافظ على جودة ومقومات الفنان إلا ان اليدوي يظل امتع للفنان فهو يحاكي أدوات ملموسة بين ورق وقلم وألوان وهذا هو الفرق النوعين رسم الكاريكاتير التقليدي والرقمي.

وقال أحمد سمير فريد رسام كاركاتير من مصر أنه بدأ رسم الكاريكاتير الرقمي في سنة ٢٠٠٦، وأضاف بأنه لا يستخدم الرسم الديجيتال إلا في بعض الرسومات للتلوين فقط بعد الرسم التقليدي ورفعه عبر الماسح الضوئي والتلوين باستخدام برنامج الفوتوشوب. 

أما عن تحوله إلى الرسم الرقمي والصعوبة التي واجهها قال: أنه توجد صعوبة بالنسبة للرسم الرقمي وهي ارتفاع أسعار وسائله مثل الآيباد وغيرها، ومن وجهة نظره الصحف الرقمية تحتاج الآن إلى رسامين كاريكاتير (رقميين) أكثر من الصحف الورقية التي بدأت تتلاشي شيئا فشيئا.

وبالنسبة لـ أحمد فإن الرسم التقليدي أكثر متعة ويفضله على غرار الرسم الديجتال لأنه يظهر الموهبة دون الاستعانة بوسائل أكثر سهولة. 

أما عن أمين الحباره فهو رسام كاريكاتير سعودي ومعلم حاصل على الماجستير في علم البوليمر ، ورسام كاريكاتير معتمد لدى هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودية ، يرسم لصحيفة آراء سعودية ، وقدم مجموعة من الأعمال الإنسانية والاجتماعية والثقافية والوطنية المنشورة بالصحف والمجلات العربية والأجنبية ، كما شارك في العديد من المسابقات المحلية والدولية ومثل المملكة في كثير من المحافل الدولية آخرها حصوله على جائزة في مسابقة دايجون الدولية SICACO 2020 في كوريا الجنوبية ، حصل على دبلوما فخرية من كايروكاتير ، وحصل على جائزة في مسابقة UYACC في الصين حول موضوع كورونا كذلك حصل على المركز الأول في المسابقة المعززة للولاء والانتماء في جامعة الملك خالد .

وعن بداياته في الرسم يقول: بدأت فن رسم الكاريكاتير في عام 2017، وإن تقنية الرسم الرقمي وفرت الكثير وافضه بالتأكيد بدلًا من رسم الكاريكاتير التقليدي لأنه أكثر جاذبية في الألوان والمخرج النهائي للوحة الكاريكاتيرية ولسهولة التنقل والرسم في أي وقت وفي أي مكان وسهولة النشر في المجلات الإلكترونية وبرامج الواصل الاجتماعي.

وفيصل القاسمي من الامارات رسام كاريكاتير ومهندس ميكانيك ويهوى رسم السيارات والعمارة وصنع النماذج الخشبية منذ صغره، دخل مجال الكاريكاتير عام ٢٠١٠ حيث استخدم جميع أنواع أجهزة الرسم بالإضافة إلى الرسم اليدوي، وأضاف إن الصعوبات في هذا المجال هي قلة المعارف وصعوبة النشر في الصحف، وأكد بأن بعض الصحف في الامارات والخليج تستعين بالرسم اليدوي ومن وجهة نظره أن الرسم الديجتال أفضل لأنه يعطي وضوح وزخم لوني أكثر وأسهل في الرسم والارسال.