لدينا ثقة في حكومتنا... والممارسات الاستفزازية غير مبررة
بحارة محترفون لـ “البلاد”: التعسف القطري تجاهنا يجب وقفه بشكل نهائي
وصف عدد من البحارة سلوك السلطات القطرية تجاه البحارة البحرينيين بغير الإنسانية، وبالخارجة عن الأعراف وعن الجيرة وعلاقات حسن الجوار، وبالمتصادمة مع مخرجات قمة الُعلا بالرياض.
وأوضح البحارة بتصاريحهم لـ”البلاد” عن ثقتهم الكاملة في الدولة البحرينية وفي مساعيها المخلصة لإعادة البحارة إلى أرض الوطن، ومعهم قواربهم وأملاكهم.
معاملة مهينة
وقال رئيس جمعية الصيادين المحترفين جاسم الجيران بأن بحر الخليج كان مفتوحا للجميع منذ بداية الستينات ومن قبل، مضيفًا “كنت أبحر أنا ووالدي وشقيقي حتى الإمارات والكويت، فالحدود التي تجدها على الخرائط لم يكن له وجود على الأرض، نظراً لعلاقات الجيرة ووشائج القربى التي تربط أهل الخليج فيما بينهم، فالكل أخوة والرزق واحد، ولقد أوجد هذا الأمر صداقات كثيرة، بعيدة عن التنافس والحسد”.
وأضاف الجيران: “بعد رسم الحدود بين قطر والبحرين، تقوم السلطات القطرية بمحاولات مستمرة للدخول في المياه الإقليمية البحرينية ومحاولة قضمها وضمها لهم، وتنفير البحرينيين عن الاقتراب من هذه المناطق البحرية مرة أخرى”.
وأوضح بالقول: “حين يقبضون على بحار بحريني، يتم جره للساحل بشكل مهين، ثم يهتف البعض “يابو البحريني” حيث يتجمع عليه الناس هنالك وكأنه مخلوق من كوكب آخر، ثم يقومون بأخذ صيده من الأسماك وبيعها، ناهيك عن الاعتداءات التي يتعرض لها والتي تصل احياناً للضرب المبرح، وهي مشاهدات رأيتها بأم عيني، ناهيك عن تعليق البحارة لفترة تتجاوز الأربع ساعات على الساحل، قبل جرجرتهم للدوحة، ومن بعدها إلى دهاليز المحاكم وغيرها، وبتهمة دخول المياه القطرية بنسبة لا تزيد عن النصف ميل، وبغرض تثبيت التهمة على البحارة البحرينيين، لا أكثر ولا أقل”.
وأردف “أن هذه المشاهدات هي لأكثر من 13 بحرينيا كانوا على متن ثلاثة بوانيش، في بداية شهر يونيو 2011 تحديداً، ولقد تعرضوا جميعاً خلال فترة السجن والتي تجاوزت ثلاثة شهور ونصف لمعاملة مهينة، غير مبررة”.
وعن الوضع الراهن، علق الجيران بالقول “نتأمل بعودة اللحمة الخليجية لسابق عهدها، ونتأمل أيضاً بأن تعود السلطات القطرية إلى رشدها وتتوقف عن هذه الممارسات الاستفزازية والعدوانية والتي لن تؤتي بكل الأحوال ثماراً”.
وسائل همجية
من جهته، قال نائب رئيس الجمعية عبد الأمير المغني بأن هنالك أملا كبيرا بمخرجات قمة العُلا لأن تحلحل الأزمة الراهنة والتي تفتعلها السلطات القطرية، وبأن تعود الأوضاع في البحر كما كانت عليه بالسابق، وأن لا تحتكر عمليات الصيد على دولة دون الأخرى.
وأضاف: “تصرفات السلطات القطرية مع بحارة البحرين غير إنسانية، وهي قديمة ترجع إلى العام 2010 ولا تتناسب معنا كمواطنين خليجيين، وهنالك بحارة بحرينيين اضطروا لبيع أملاكهم لكي يسددوا الغرامات التي تفرضها السلطات القطرية عليهم والتي تتجاوز ببعض الحالات الخمسة آلاف دينار”.
وتابع المغني: “في حالات كثيرة، تم جر السفن والقوارب البحرينية فوق البر القطري بطريقة همجية، أدت أحيانا لحدوث تلفيات بها، وبمحركاتها، وتصادمها مع قوارب أخرى، وهو أمر يتحمل كلفته البحار البحريني لوحده، دون أدنى تحمل مسؤولية من السلطات القطرية، ناهيك عن بقاء هذه القوارب هنالك لفترات طويلة، ما يتسبب بالضرر البالغ لها بسبب أشعة الشمس والمتغيرات الجوية الأخرى، وذات الأمر بالنسبة لمعدات الصيد”.
وزاد: “لقد رفعنا على إثر ذلك، تظلمات عديدة لحكومتنا، والتي بذلت جهودا كبيرة عبر وزارات الدولة المختصة وممثلي الجمعيات الحقوقية لحلحلة هذه الأمور”.
وأردف : “ولقد قام الحقوقيون البحرينيون بزيارة قطر حينها، وقابلوا المسؤولين هنالك، وزاروا بعض المساجين البحرينيين مثل عادل الطويل، أما محمد حيان الذي استشهد بالبحر، بعد تصادم الطراد الأمني القطري مع قاربه، ليقذف بالماء، ثم وجدوا جثته بعد يومين على الساحل القطري”.
انتهاك وتعسف
وفي ذات السياق، قال البحار عادل الطويل بأن الإجراءات القطرية التعسفية تجاه البحرينيين هي ذاتها منذ قرابة العشر سنوات لم تتغير، خصوصاً فيما يتعلق باستخدام الرصاص الحي، وإهانة البحارة، ورمي الطراريد البحرينية تحت أشعة الشمس لفترات طويلة تصل إلى السبعة شهور.
واختتم الطويل “بأن انقطاع البحار حبيب عباس عن أهله لفترات طويلة، دون أن يتصل بهم، أو يعرفوا أخباره، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وترسيخ لممارسات السلطات القطرية التعسفية مع أبناء البحرين، ومن الضرورة وقف هذه التجاوزات بشكل نهائي، ووضع النقاط على الحروف، لأن ما يحدث به ضرر على البحارة وعوائلهم والوطن ككل”.