+A
A-

انطلاق جلسات المنتدى العربي لتقنية الاتصالات والمعلومات

المهندسة مريم جمعان: رغم التأثير الكاسح لفايروس كورونا على النشاط الاقتصادي.. قطاع التكنولوجيا يشهد طفرة استثنائية

صرحت رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين سعادة المهندسة مريم أحمد جمعان على أنه رغم التأثير الكاسح لفايروس كورونا على النشاط الاقتصادي فأن قطاع التكنولوجيا شهد طفرة استثنائية، جاء ذلك في كلمة ألقتها بمناسبة رعايتها للمنتدى العربي لتقينة الاتصالات والمعلومات 2020 بنسخته السادسة والمعرض المصاحب له الذي انطلق افتراضيا تحت شعار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: محرك للابتكار والاستدامة صباح اليوم الأثنين الموافق 14 ديسمبر 2020.

وبينت سعادة المهندسة مريم جمعان أنه قبل تفشي فايروس كورونا،  كانت المرونة جزءًا من مفرداتنا ، لكنها في وقتنا الراهن تأخذ ترتيبًا مختلفًا تمامًا في صنع سياستنا خاصة من الناحية العملية، الأمر الذي يتطلب منا وضع اللبنات الأساسية للبصيرة الاستراتيجية للتحول من وضعية إدارة الأزمات إلى ثقافة الاستعداد والعمل الاستراتيجي وهذا أمر لا بد منه اقتصاديًا (للنمو والقدرة التنافسية) ، واجتماعيًا (لخلق الوظائف)، وبيئيًا (لحماية الكوكب) ، وإنما كذلك لتطوير قدرتنا على الصمود أمام الصدمات المستقبلية وتأمين مكانتنا في سلاسل القيمة العالمية في القرن القادم.

هذا، وأكدت سعادة المهندسة مريم أحمد جمعان على أن مملكة البحرين تعد منصة إقليمية رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ تحتل المملكة مرتبة عالية في مختلف المجالات الحيوية. فوفقا لتقرير الأمم المتحدة عن جاهزية الحكومة الإلكترونية للعام 2016، احتلت المملكة  المرتبة 11 في مؤشر البنية التحتية للاتصالات في جميع أنحاء العالم وتصدرت مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية. هذا  بالإضافة إلى تصنيف التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات 2016 للنموذج الاقتصادي العالمي، احتلت مملكة البحرين المرتبة 24 في المؤشر الفرعي لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى العالم، والذي يقيِّم مدى جاهزية الركائز الثلاث لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (الأفراد والصناعة والحكومة).

وفي ختام حديثها أعربت سعادة المهندسة مريم أحمد جمعان رئيس هيئة تنظيم الاتصالات عن بالغ سعادتها بالإقبال الذي شهده المنتدى وموضوعاته المتميزة، مؤكدة أن المنتدى يوفر منصة بناءة لمعالجة التغييرات الهيكلية في نمو البلدان والفرص المؤسسية فيما يتعلق بالتقنيات الرقمية.

ومن جانبه قال الدكتور عادل الحديثي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب خلال المنتدى الذي يأتي بتنظيم من لجنة تقنية الاتصالات والمعلومات، وهي إحدى اللجان الدائمة لاتحاد المهندسين العرب، وذلك بالتعاون مع جمعية المهندسين البحرينية:"الظروف الصحية التي يمر بها العالم جراء تفشي فايروس كورونا والتي نتج عنها صعوبة التنقل جعلت هذا المنتدى الذي يُعقد سنويا أن ينعقد افتراضيا باستخدام تكنولوجيا حديثة وهي الـ (Video Conference)  كمنصة لعقده، منوها أن خدمات الاتصالات أثبتت اهميتها كشريان أساسي لاستمرار الحياة أكثر من أي وقت مضى في ظل تفشي فايروس كورونا الذي اجتاح العالم، وفي إطار مكافحة هذه الجائحة تأتي التكنولوجيا الرقمية في الصدارة لتعميم حلول الرعاية الصحية الرقمية للكشف عن هذا الفايروس التي من شأنها انقاذ الأرواح فضلا عن أهميتها في حماية الدول من الجوائح المستقبلية".

وأكد الدكتور الحديثي على أن هناك مليار ونصف من الأطفال الذين يحتاجون للتعليم من خلال الإنترنت بسبب الجائحة والمشكلة تكمن في الدول الفقيرة التي لا تمتلك البنية التحتية على نطاق واسع للوصول إلى شبكات الإنترنت، فالمطلوب توفير خدمات شبكات الإنترنت لجميع المرافق وتعزيز التحول الرقمي في البلدان الفقيرة من خلال زيادة الموارد المخصصة لبناء أسس الاقتصاد الرقمي المزدهر".

إلى ذلك، استهل رئيس جمعية المهندسين البحرينية الدكتور ضياء عبدالعزيز توفيقي في معرض كلمته :"بتهنئة قيادة مملكة البحرين وشعبها الوفي بمناسبة العيد الوطني المجيد وعيد تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وقال:"دأبت جمعية المهندسين البحرينية منذ تأسيسها بالعمل مع اتحاد المهندسين العرب إذ شاركت في أنشطته بفعالية سواء في رئاسة الاتحاد في عدد من الدورات أوالمشاركة في تنظيم المؤتمرات وكذلك في عضوية اللجان التابعة له وإننا نأمل أن نزيد من هذه المشاركات بصفة مستمرة، منوها أن هذا المنتدى يأتي كأحدى ثمرات التعاون مع اتحاد المهندسين العرب ليعقد كل عامين على التوالي وللمرة السادسة".

 وأوضح الدكتور توفيقي على أن المنتدة يتناول موضوع تقنية المعلومات والاتصالات، المحرك للابتكار والاستدامة، حيث تم اختياره من قبل اللجنة المنظمة لتسليط الضوء على امكانات تقنية المعلومات والاتصالات على إحداث تغيير جذري في مسار التنمية المستدامة وديناميكيتها، ويأتي هذا المنتدى ليستعرض ويناقش التطبيقات المتعددة لتقنية المعلومات والاتصالات واتجاهاتها الحديثة وأفاقها المستقبلية، ودورها في تحقيق الاستدامة، مؤكدا على أن المنتدى استطاع استقطاب نخبة متميزة من المتحدثين الأكاديميين والخبراء المهنيين من الوطن العربي وخارجه ليستعرضوا أبحاثهم وخبراتهم ساعيا بأن يقدم فرصة للمهتمين بصناعة تقنية المعلومات والاتصالات لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في هذا المجال و فتح آفاق جديدة في مجال تقنية المعلومات لجميع المشاركين آملين أن ينعكس ايجابا على مسيرة هذا القطاع في وطننا العربي.

 وفي ختام حديثه تقدم رئيس الجمعية الدكتور ضياء توفيقي بالشكر الجزيل إلى سعادة المهندسة مريم بنت أحمد جمعان على تفضلها بافتتاح المنتدى، كما وشكر كافة الجهات التي قامت بدعم ورعاية المنتدى وهي هيئة تنظيم الاتصالات و هواوي و اس تي سي، بالإضافة إلى الشكر الموصول للجنة التنظيمية والفنية والعاملين في الجهاز الإداري بجمعية المهندسين البحرينية.

وعبر ورقة عمل ودراسة قدمها المتحدث الرسمي في المنتدى الأستاذ الدكتور سمير المصري رئيس مجلس الإدارة، الرقمنة ، الإمارات العربية المتحدة بعنوان "خارطة طريق الاقتصاد الرقمي في العالم العربي" قال فيها:"أننا في الدول العربية وعندما ننظر إلى الاستراتيجيات المتبعة والتي تعمل عليها الدول في عالمنا العربي فيما يتعلق بالتحول إلى التكنولوجيا الرقمية فأننا نجدها استراتيجيات جذابة ومتقدمة في حين أننا حين ننظر إلى عمق المهارات والمعرفة في استخدام هذه التكنولوجيا نجد أن الدول العربية تفتقر للعديد من المهارات والمعرفة بهذا الجانب، كما أن هناك لبساً في فهم استخدام التكنولوجيا ففي الدول العربية يفهم التحول الرقمي على أنه كثرة استخدام التطبيقات التكنولوجية في حين أنه أكثر منها يجب النظر إلى أين سنصل بعد خمس سنوات من استخدامنا للتكنولوجيا، وأشار الدكتور المصري على أنه يجب على الحكومات في الدول العربية سن القوانين والتشريعات للتوافق مع روح العصر التكنولوجية والمعلوماتية، منوها إلى ضرورة التمكن من خلق واستخدام التكنولوجيا بالطرق الإبداعية والخلاقة. 

من جانبها أعربت رئيس لجنة تقنية الاتصالات والمعلومات، ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى الدكتورة رائدة العلوي عن بالغ سعادتها بنجاح المنتدى بنسخته السادسة، إذ سجل في المنتدى نحو 660 شخص من المهتمين بقطاع التكنولوجيا والمعلومات، واستقطب 14 متحدثا من 10 دول من مختلف أرجاء دول العالم مثل كوريا الجنوبية واليونان والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.