+A
A-

صالح الحسن رحلة متواصلة مع التاريخ والزمن الجميل

حكاية التراث والاهتمام به ، تظهر طاغية لمن يجول بين مقتنيات بيت صالح الحسن أحد أبناء محافظة المحرق، شغف وحب جمع المقتنيات بدأ بأربع هوايات تشكلت لديه منذ أن كان عمره 11 سنة في ستينيات القرن الماضي ، ومع حلول عام 2020 وضع الحسن بجانب هذه الهوايات الأربع صفرا ليغدوا العدد الإجمالي لمقتنياته 40 صنفا ومجالا مختلفا لهواياته المتعددة والمتشعبة.
وعلى أنغام اسطوانة قديمة للفنان فريد الأطرش، استقبل الحسن وكالة أنباء البحرين في داره التراثية، واستعرض أهم ما يقتنيه من قطع تراثية مختلفة ووثائق قديمة أصلية يتراوح عمرها بين 1902 و1925، فالمطلع عليها أشبه بمن أخذ في جولة تاريخية لفترات زمنية مختلفة بتفاصيلها الجميلة.
الحسن شغوف في مجاله، شارك في 98 فعالية ومعرض، وكرم على المستوى المحلي والخليجي والعربي فهو يملك 70 شهادة شكر وتقدير، وأطلق عليه مركز الجزيرة الثقافي لقب عميد التراث، ومقتنيات الحسن كانت محط نظر أحد المهتمين من الدول المجاورة حيث أراد شراء جميع المقتنيات ولكنه كان شديد التمسك بهذه المقتنيات فهو كما يقول أنا أقتني ولا أبيع".
بين أقسام عرض مختلفة تعرض المقتنيات والقطع والمجسمات والميداليات والشهادات التي يكتظ بها المكان.. فرغم كبر مساحة الدار والتوسعة التي تمت فيها، إلا أنها لا تزال ضيقة لكثرة ما تحويه من من المقتنيات والقطع التي يشارك بها الحسن في المهرجانات ويكون حاضرا في المحافل المختلفة ليعرض مقتنياته ، فعن رحلة جمع هذه المقتنيات قال الحسن: "جمعت بعضها في المزادات وحصلت على بعضها كهدايا من شخصيات ومهتمين وجدوا في تزويدي بها إحياء للقطع لتصل للناس بدل بقائها في بيوتهم، ولكن الجزء الرئيس والأكبر كان بمجهود شخصي مني استمر لسنوات طويلة .
وبين الأبواب القديمة المأخوذة من بيوت المحرق القديمة التي يتجاوز عمرها 80 عاما، وبين أبواب أخرى مصنوعة من خشب المرنتي منقوشة بستة نقوش إسلامية، ثمة أجزاء من مسجد المرحوم محمد يوسف الغاوي الذي بناه على نفقته الخاصة عام 1962، وفي جانب آخر من المدخل يعرض الحسن البورات ( المرساة ) المختلفة لسفن البحرين القديمة من جهة يقابلها كرسي قديم من أيام بدء التعليم في البحرين.
وطعم الحسن زوايا داره التراثية بلوحات قديمة لرسامين بحرينيين معروفين مثل يوسف الساعاتي والمرحوم حسن الحايكي لتضفي جوا فنيا وطابعا تراثيا للزائر حول تفاصيل الحياة القديمة وشكلها، كما يعرض الحسن صقورا محنطة عند مدخل بابه، وأدوات الإنارة القديمة التي كانت تستعمل من قبل البلدية وهي أدوات قديمة تستخدم يدويا، وبعض اللافتات الأصلية القديمة.
وثائق غنية وملفات ضخمة تلك الموجودة في دار الحسن، فالملفات تتنوع بين وثائق وصور وأوراق ذات صلة بالمجهود الحربي والتربية والبنوك وفلسطين والمطار والرياضة والأندية وإنشاء الجسر وافتتاح الإذاعة اللاسلكية عام 1940 وغيرها من المراسلات الهامة والكثيرة.
ومن اللافت أيضا ذاك المخزون الكبير من الشهادات والملفات ذات القيمة التاريخية الكبيرة من الوثائق الأصلية التي تعود للفترة الزمنية 1902 م و1925 م ، إلى جانب عرضه لقطعة من كسوة الكعبة الأصلية مهداة من المحامي حسن بديوي الذي قدمها إليه لتكون ضمن معروضاته، ويقول: " لدي أوراق خاصة بقانون مطار البحرين وتذاكر قديمة وصور للمطار عندما كان يحتوي على العرشان قبل أن تبنى الصروح والمباني الكبيرة والحديثة، لدي أيضا وثائق هامة تعنى بافتتاح الجسر بين المحرق والمنامة 1942، حيث ألقى والدي رحمه الله كلمة الافتتاح أثناء عمله مع المستشار بلجريف آن ذاك".
ويقتني الحسن أول شعار للنقل العام، ووثائق وعملات للدولتين الأموية والعباسية، وعملات قديمة تم التعامل بها في البحرين وبعض دول الخليج العربي ، والساعات، والميداليات والأجهزة القديمة.

وتتسع دائرة المعروضات أكثر بين قطع الأنتيك والمسابيح ونماذج من اللؤلؤ الطبيعي وموازين اللؤلؤ القديمة والأدوات الإلكترونية والأدوات التراثية والملابس، ودلال الرسلان التي يزيد عمرها عن 40 و50 سنة، ولديه أيضا علب حديدة وكاميرات وأجهزة قديمة لم تعد تستعمل اليوم في وقتنا الحاضر، وفي زاوية جديدة من متحفه المكتظ بالقطع القديمة يعرض أول صندوق انتخابات في البحرين، ومفاتيح الانتخابات الحديد القديمة لهذه الصناديق، كما ويعرض دفاتر ربع المكدة وهي دفاتر الغوص على اللؤلؤ، ومجموعة من الجوازات والعملات القديمة وإصدارات خاصة وطوابع ، وعملات ذهبية.

خزائن زجاجية كثيرة مليئة بالقطع الرياضية والميداليات وتفاصيل لم تعد مستخدمة في يومنا الحاضر، رفوفا ضخمة ومقتنيات مكتنزة في مساحة صغيرة منذ أول خطورة يخطوها الزائر في دار الحسن ووصولا على حدود السقف، وفيها يعرض الحسن الكثير من الأدوات الموسيقية والنياشين العسكرية وصندوق سينما محرق القديم، وأدوات المنزل والمطبخ والثياب، فعن علاقته بالمكان قال : "كان لدي مكانا صغيرا جدا قبل هذا، ولكني كبرته ليصل حجمه لمساحة 5 غرف تقريبا، ولكن لا تزال مقتنياتي كثيرة على المكان الذي لا يتسع لها ولإبرازها بالشكل الذي يسهم في توضيحها للزوار وحفظها للأجيال المختلفة