العدد 4416
الإثنين 16 نوفمبر 2020
banner
خليفة بن سلمان شمس لا تغيب
الإثنين 16 نوفمبر 2020

من أول البحرين وكل ما فيها حزين عليك يا من مسكنه وسط القلوب ويا من على رحيله النفس حزينة، وكل كلمة نخطها ونقولها في حق رثاك قليلة، تنعى المحرق وتبكي الرفاع رحيل راعي الطويلة، خليفة بن سلمان باني النهضة الحديثة، رحلت ورحلت معك الأماني الجميلة، يا من كلامه يداوي جروحا بالوطن كانت غائرة وعميقة، مواقفه تسدد كل ما آلت بنا نكبة أو تاهت بنا السفينة، كان صوته يدب الأمل بالروح، وكان رسمه في كل زاوية إصرارا وعزيمة، يا من له النفس اليوم تشتاق، ويا من حضوره بيننا أكبر غنيمة.

يبقى الكلام والحديث في شخصك يا خليفة يحتاج تدوينه سنين طويلة، ففي كل لحظة بحياتك سجلت إنجازات عظيمة، حكمة وحنكة ونظرة لها أبعاد عديدة، لا تنظر اليوم، وتنظر لسنوات فيها يعيش الشعب حياة سعيدة، كان المواطن هو الأول والثاني والثالث، وكان يحظى بمنزلة عندك رفيعة، تسمع شكواه وتستجيب لصوته وأنينه، فهذا صنع الملوك ما هي عليك يا ابن الكرام عجيبة.

إنه مصاب جلل في فقد الأمير خليفة بن سلمان الذي تعطرت البحرين باسمه وتجملت برسمه وطابت بذكره، لن ننساه صانع المجد وباني الحضارة الحديثة، شيد مصانع وشركات وطنية عملاقة كان لها دور في ازدهار الاقتصاد، وشد على يد المواطن وجعله الأول في كل الخيارات، وما الأجيال الحاضرة إلا امتداد لجهوده في مجال التعليم وفي كل مجال لم يغفل عنه من تجارة مكن أبناء شعبه من أن يكونوا سادة الأسواق، وجعل المواطن في المقام الأول، فكان له الدعم المادي والمعنوي، وكان يستمع لآرائهم ويأخذ توصياتهم، فنجحت البحرين وتقدمت على باقي الدول اقتصاديا وعلميا.

هو خليفة شمس البحرين التي لا تغيب عن ذاكرتنا ولن تغيب عن ذاكرة الأبناء، فهو صفحة البحرين الناصعة الخالدة التي ستبقى رمز عبقرية رجل فذ ملك قلوب الشعب ورحل وبين طياته أرواح تأسفت على رحيله، كان يتمنى الشعب أن يراه حاضرا بهيبته ووقاره وتواضعه وابتسامته التي لم يبخل بها في كل المواقف والمجالس، وداعاً يا راعي النهضة الحديثة يا والد الجميع، وطبت حيا وميتا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .