العدد 4329
الجمعة 21 أغسطس 2020
banner
مملكة الوئام
الجمعة 21 أغسطس 2020

في بحرين العز تصدح الطيور وتتمايل النخيل وتتهادى السفن في بحر السلام قادمة من أقصى الشرق والغرب، وحين ترسو على موانئها يستبشر بحارتها بما يلاقونه من كرم ضيافة وحسن ترحيب، فهم في بحرين الوئام أرض المحبة والسلام، مملكة شامخة بتاريخ عربي يحكي قصة الرجال الذين أسسوا دولة ذات أركان وكيان، دولة تحكي أمجادها وعروبتها كتب التاريخ، ومن جاء من المؤرخين والمستكشفين، فوثقوا فيها أسماء سكانها العرب الذين كانت لهم البداية في إعمار مناطق البحرين من جو وعسكر والزلاق والرفاع وسترة والمنامة والمحرق، تاريخ المجد والعز، أرض حكمها آل خليفة الكرام.

وإنه يحق لنا أن نفخر بمملكة الوئام، وهاهي الأيام تدور وتقف في محطات تسجل فيها عند كل محطة حكمة وعدالة حكامها، حيث سعت صدورهم الجميع، ووسع كرمها بدون تمييز ولا ينكر جميلها إلا من قلبه ليس فيه مكان لجميل ولا يقدر نعمة العيش في بلد الأمان مملكة البحرين، وهاهي اليوم تؤكد ثباتها، عندما مرت بالبحرين جائحة مرض غريب لا مثيل له، فكانت الأم للجميع بدون تمييز، فالكل ضمته بجناح الرعاية والاهتمام، فخففت عنهم أعباء اقتصادية، لم تصنعها أية دولة في العالم لمواطنيها ومقيميها، فخففت عنهم ويلات هذه الجائحة، وأمنت لهم دواءهم وغذاءهم ومسكنهم، فناموا قريري العين، عندما أزاح عاهل البلاد الملك المفدى وحكومته الرشيدة الهموم عن الصدور، فصارت الجائحة منحة فيها اجتمع الجميع على أرض البحرين مملكة الوئام.

وهاهو ديوان عبدالجليل الطبطبائي يسجل خصال حكامها وطيب المقام بدارهم في أبيات: عاش بها الجار على الوقار في منعة وعزة الجوار... من معشر شم تعاقدوا على حسن السجايا واكتساب للعلى، آل خليفة عظام المفخر من كل قرم ماجد غضنفر.

فهذا ما قيل عن مملكة الوئام منذ أقدم الأزمان، إنها البحرين طاب فيها المقام، ومازال فيها المقام يطيب، واليوم التاريخ يسجل مفخرة حكامها عندما تعاملوا مع جائحة مرض غريب لم يفرق بين قريب وبعيد، وكل ما يقال عنها من كلام مسيء لا يسعد إلا من كان في قلبه مرض، فيزيد فيه المرض عندما يرى مملكة الوئام تتخطى كل الجوائح والكوارث بعون الله بنجاح وتوفيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية